تعرفي على أسباب كثرة شرب الماء عند الأطفال

كثرة شرب الماء عند الأطفال

يعتبر الماء شريان الحياة والعنصر الأهم في النظام الغذائي، لكن الأمهات عمومًا يبحثن عن أسباب كثرة شرب الماء عند الأطفال وعن كمية الماء الضرورية لهم في مختلف المراحل العمرية، خصوصًا عند اعتماد الطفل على الحليب بشكلٍ أساسيٍّ في غذائه، الذي يجب احتسابه من كمية الماء الضرورية للجسم.

أهمية الماء للطفل

قبل الحديث عن كثرة شرب الماء للأطفال يجب معرفة أهمية الماء للطفل وفائدتها بحسب خبراء التغذية، وبحسب ما تمّ نشره على موقع هيلث لاين فإن أهمية الماء للطفل تتمثل فيما يلي:

• المساعدة على الهضم: يساعد الماء في تحسين عملية الهضم للطفل وبالتالي يُقلّل من الإمساك والمشاكل الأُخرى المتعلقة بالجهاز الهضمي.
• الحفاظ على درجة حرارة الجسم: يساعد شرب الماء في الحفاظ على درجة حرارة الجسم وثباتها أثناء التغيّرات المناخية، كذلك أثناء ممارسة الأنشطة اليومية المختلفة.
• تليين المفاصل: تتكوّن أنسجة الجسم بشكل رئيسي من الماء؛ لذلك فإن شرب كميات مناسبة من الماء يساعد في تليين المفاصل وحماية الأنسجة.

ما هي أسباب كثرة شرب الماء عند الأطفال؟

لماذا يشرب الطفل الماء بكثرة من الأسئلة الشائعة لدى الأمهات؛ فمن المعلوم أهمية شرب الماء للأطفال؛ إلّا إنّ كثرة العطش وزيادة جرعات الماء اليومية يستدعي في الكثير من الأحيان زيارة الطبيب للتأكّد من سبب المشكلة؛ إذ قد تكون كثرة العطش دلالة على أمراض يُعاني منها الطفل.

مرض السكري عند الأطفال

يُشير موقع هيلث توك إلى مرض السكري باعتباره واحدًا من أهم الأمراض المُقلقة للآباء، خصوصًا السكري من النوع الأول الذي يعتبر شائعًا في مراحل الطفولة المبكرة؛ إلّا إنّ الأطفال مُعرضون أيضًا للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، هذا يعني احتياجهم لخطط علاج مستمرة ومختلفة بحسب حالة الطفل، وفي الحالتين فإن كثرة شرب الماء عند الأطفال وزيادة العطش وكثرة التبول تعتبر من المؤشرات على الإصابة بمرض السكري بأحد نوعيه، خصوصًا إذ كان الطفل يعاني من السمنة وهي واحدة من مؤشرات الخطر، لكن الحقيقة أن العديد من الأطفال مُصابون بفرط العطش وفرط التبول دون إصابتهم بمرض السكري، هذا ناتج عن تناولهم لكمياتٍ كبيرةٍ من العصائر المُحلّاة؛ لذلك قبل التوجه للطبيب يجب التأكد من الأعراض المتنوعة لمرض السكري عند الأطفال والمتمثلة فيما يلي:

• كثرة التبول.

• كثرة العطش.

• أعراض أشد خطورة: قد يعاني الطفل من أعراض أكثر وضوحًا وخطورة، بحسب ما نشره موقع هيلث توك أيضًا؛ مثل:
  • الجوع الشديد: الناتج عن اختلال الرسائل العصبية الواصلة للدماغ بسبب زيادة وعدم تنظيم السكر في الدم.
  • نقصان الوزن بشكل مفاجئ: الذي يُصيب الطفل دون التغيير على نظامه الغذائي المُعتاد.
  • التعب والإرهاق دون مبرر: الذي يُعيق الطفل من ممارسة أنشطته اليومية الطبيعية.
  • تشويش وضبابية الرؤية: الناتج عن ارتفاع السكر في الدم؛ وبالتالي تورم عدسة العين.
  • رائحة النفس الكريهة: يُعاني بعض الأطفال من رائحة النفس الكريهة، التي تُشبه إلى حدٍّ كبيرٍ رائحة الفاكهة التالفة، هذا دلالة على زيادة السكر في الدم.
  • التقلبات المزاجية: وهي اضطرابات مزاجية تُصيب الطفل دون مبرر.

مرض السكري من النوع الثاني

تعتبر أعراض السكري من النوع الثاني أقل وضوحًا من أعراض النوع الأول، هذا يجعل التشخيص أصعب، بحسب مان شره موقع  فري ويل فاميلي، وتشمل مجموعة من الأعراض بالإضافة لأعراض السكر من النوع الأول وأبرزها كثرة شرب الماء عند الأطفال، ومن هذه الأعراض:

• العدوى المتكررة: تحدث نتيجة مشاكل في الجهاز المناعي تسبب سهولة اصطياد الفيروسات، والإصابة بالحُمّى والتهاب الحلق والسعال.
• بطء التئام الجروح: يلاحظ البطء في التئام الجروح والكدمات.
• ضبابية الرؤية: وهذا يعتبر من الأعراض المُحتملة لاعتلال الشبكية.
• التعب الشديد: الناتج عن اختلال توازن الجلوكوز في الجسم.
• خدران الأطراف: يُصاب الأطفال بخَدَرٍ في اليدين والقدمين وتململ في الأطراف نتيجة اعتلال الأعصاب.
• زيادة الوزن: بالرغم من أن أهم علامات الإصابة بالسكري هي نقصان الوزن؛ إلّا إنّ بعض الأطفال يُصابون بزيادة الوزن.
• الجفاف: الناتج عن كثرة التبول وقلة شرب الماء نتيجة المرض أو الإصابة بالعدوى، هذا يُسبب الجفاف والإصابة بالحمض الكيتوني السكري.

مقدار احتياجات الأطفال من الماء

لا شك أن الماء ضروري للأطفال والكبار في مختلف المراحل العمرية؛ إلّا إنّ كمية الماء المطلوبة تختلف باختلاف العمر بحسب ما تم نشره في موقع فري ويل فاميلي؛ إذ يُوصى بتناول كوب من الماء للأطفال في عمر السنة، ثم يتم زيادة الكمية لكوبين في عمر السنتين، ثم زيادة الكمية بمقدار رغبة الطفل وحاجته بعد عمر السنتين؛ إذ تختلف كمية الماء المطلوبة تبعًا لاختلاف مجموعة من العوامل؛ مثل الجنس ومستوى النشاط ويمكن تقديرها بـ 2 – 4 أكواب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-3 سنوات ويحصلون على الماء والسوائل من الأطعمة الأُخرى؛ مثل الحليب، فمن المعروف أن الكلى تستطيع التخلص من كمية الماء الزائد في المراحل العمرية المتقدمة، لكنها تكون أقل كفاءة عند الأطفال الصغار وكبار السن.

ما هي أضرار كثرة شرب الماء عند الأطفال؟

بالرغم من الفوائد المتعددة لشرب الماء للأطفال والكبار على حدٍّ سواء؛ إلّا إنّ زيادة شرب الماء عن الحدّ الطبيعي تسبب مجموعة من المشاكل والاضطرابات المتفاوتة في خطورتها، التي تمّ نشرها على موقع NDTV والمُتمثلة فيما يلي:

• التسمم المائي: وهي حالة تسمى الوذمة الدماغية التي تُسبب مشاكل واضطرابات في خلايا الدماغ، وتنتج عن زيادة شرب الماء عن الكميات المُوصى بها والمتناسبة مع مقدار النشاط والعمر مُسببةً انتفاخ وتضخم خلايا الدماغ؛ بالتالي ظهور الأعراض التالية:
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • النعاس.
  • تشنج العضلات وضعفها.
  • اختلال ضغط الدم بالزيادة أو النقصان.
  • ضبابية الرؤية.
  • التشتت وضعف القدرات الحِسيّة.
  • صعوبة التنفس.
  • نوبات عصبية شديدة وغيبوبة، وفي بعض الحالات تصل إلى الموت.

• نقص الصوديوم: ذكر موقع ميديكال نيوز توداي أنّ زيادة كمية الماء في الجسم تسبب نقص الصوديوم والأملاح في الجسم الناتجة عن كثرة التبول، هذا يُسبب تورم الخلايا وهي حالة خطيرة تُهدّد الحياة، كما أن الإفراط في تناول الماء يُسبب إرهاقًا للكلى وزيادة الأحمال على عضلة القلب ممّا يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
• زيادة السوائل في الجسم: شرب كميات كبيرة من الماء يُسبب اختلال التوازن في الجسم وزيادة السوائل، هذا يؤدي إلى الغثيان والقيء والتعب وبعض التشنجات.
• الصداع: الناتج عن نقص الأملاح وتضخم الخلايا.
• التشنجات العضلية: بسبب انخفاض مستوى الإلكتروليت في الجسم؛ وبالتالي إضعاف التوازن العام.
• زيادة التعب: بسبب زيادة الأعباء على الكليتين؛ ممّا يُسبب تركيز الجسم على هرمونات الكلى وبالتالي التعب والإرهاق.
• استنفاذ البوتاسيوم: وهو من المعادن الضرورية في الجسم، الذي يُسبب نقصه ألمًا في الصدر والأقدام والعديد من الأعراض الأُخرى.
• فشل الجسم في امتصاص السوائل: بالرغم من أن الجسم سيكون مليئًا بالسوائل؛ إلّا إنّ الإفراط في التبول يُعجز الجسم عن امتصاص السوائل، هذا يعني أن الإفراط في شرب الماء سيترك الجسم جافًا بحسب ما تمّ نشره في موقع هيلث لاين.
• الإصابة بالتُخمة: قد يُصاب الأطفال بالتخمة من كثرة شرب الماء ممّا يُقلّل من رغبتهم في تناول الطعام؛ بالتالي تقل فرص حصولهم على العناصر الأساسية من الطعام. 

علاج تسمم الماء

في حال شرب الطفل للماء كثيرًا وظهور بعض الأعراض المزعجة عليه يجب التوجه مباشرةً إلى الطوارئ؛ لتلقّي العلاج الملائم بناءً على كمية الماء ومقدار انخفاض الصوديوم في الجسم؛ إذ يختلف العلاج بناءً على حالة الطفل الصحيّة. بدايةً يتم منع الطفل عن شرب كميات أُخرى من الماء للسماح للكلى بالتخلص من الماء الزائد، أمّا في الحالات الأشد خطورة فقد يتطلب الأمر إعطاء الطفل مدرات البول للتخلص من الماء، كما يمكن اللجوء إلى المحاليل الملحية لتعويض نقص الصوديوم.

مخاطر كثرة شرب الماء عند الأطفال الرضع 

المعروف أن الرضع لا يحتاجون إلى شرب الماء بكميات كبيرة، هذا ما تؤكّده نتائج دراسات كبيرة نُشرت على موقع هيلث لاين، لأنهم يحصلون على حاجتهم من الماء من خلال الحليب، لكن هل من الممكن أن يكون لشرب الماء مخاطر على الرضع، وهل من الممكن إصابتهم بالتسمم المائي؟

الحقيقة أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تُحذّر من إعطاء الطفل الماء في مراحل عمره المبكرة، كما تحذّر من تناوله لكميات كبيرة خوفًا من إصابته بالتسمم المائي؛ إلّا إنّ الكمية المُسببة للتسمم تكاد تكون مستحيلة؛ لأن هذا يتطلب كميات كبيرة من الماء، لكن المعروف أن كِلية الطفل أقل قدرة على التعامل مع كميات الماء الكبيرة؛ لذلك يجب الحذر من ماء الاستحمام وماء برك السباحة؛ لأن الطفل قد يبتلع الكثير منها دون انتباه، كما يجب اتباع بعض النصائح المُقدّمة من خبراء التغذية وخبراء طب الأطفال لتجنّب مخاطر زيادة الماء؛ وهي:

• الالتزام بكمية الحليب والجرعة المُخصّصة للطفل وفقًا لإرشادات الطبيب أو نوع الحليب المُستخدَم.
• تجنّب تخفيف حليب الأم بالماء، أو تخفيف الحليب الصناعي عن الحدّ المطلوب.
• مراقبة الطفل أثناء الاستحمام أو أثناء وجوده في حمام السباحة.
• تجنّب وضع الأكواب أثناء الاستحمام؛ لأن الطفل قد يستخدمها للشرب.
• تجنّب إعطاء الطفل أيّ كمية من الماء دون سن الـ 6 أشهر.