طرق التعامل مع الخجل عند الأطفال

مشكلة الخجل عند الأطفال

يُعرّف موقع ويب طب الخجل عند الأطفال بأنه عدم راحتهم عند أداء أيٍّ من مظاهر وأنشطة التواصل أو التفاعل الاجتماعي، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تصرفاتهم وردود أفعالهم عند التواجد في أماكن مزدحمة. بشكل عام فإنه يمكن ملاحظة الخجل في سنٍّ صغيرة؛ ذلك عند بكاء الطفل في حال وجود شخص غريب، أو عدم قبوله الجلوس مع شخص آخر من غير عائلته.

هل يجب القلق من مشكلة الخجل عند الأطفال؟

يعد الخجل عند الأطفال من الأمور الشائعة، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الأمر يُثير قلق العديد من الأهالي خاصةً المهتمين بالتواصل الاجتماعي، ووفقًا لموقع هيلث لاين فإن ما نسبته 15% من الأطفال يميلون إلى الخجل منذ البداية، أمّا موقع هيلثي تشيلدرين فإنه يذكر أنه بالنسبة للعديد من الأطفال من المُمكن أن تكون المواقف والتفاعل الاجتماعي أمرًا مُرعبًا بالنسبة لهم، خاصةً عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع أطفال جُدد؛ حيث إنهم لا يمتلكون القدرة على اتخاذ الخطوة الأولى؛ بالتالي فإنهم يُفضّلون التخلّي عن الصداقة المُحتملة بدلًا من الوصول لأمرٍ غير مألوف.

ما هي أسباب الخجل عند الأطفال؟

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الخجل عند الأطفال، ويعد من الأساسي التعرّف عليها لإمكانية حلّها بالشكل الصحيح، ويذكر موقع betterhealth مجموعةً من أسباب الخجل عند الأطفال؛ منها:

• الوراثة: في حالة كان أحد الوالدين خجولًا فإنه من المتوقع أن يكون الطفل خجولًا؛ حيث إنه من المُمكن تحديد جوانب الشخصية من خلال صفات الوالدين.
• الشخصية الحسّاسة: في حالة الأطفال ذوي الشخصية العاطفية من المُمكن أن يعانوا من الخجل مع الوقت، خاصةً إذا تمّ ترهيبهم من الأهل.
• القدوة: قد لا يرث الطفل صفة الخجل من أحد والديه؛ إلّا إنّه من المُمكن أن يكتسب هذه الصفة من خلال تقليدهم للأهل؛ حيث تعد القدوة من أكثر الأمور التي تؤثر في صفات الطفل.
• المشاكل الأُسرية: من المُمكن أن يعاني الطفل من الخجل في حال كان يعيش في بيئة غير مستقرة وآمنة، أو كان يحصل على رعاية غير منتظمة من الأهل، كما أن مبالغة الأهل في حماية الطفل والخوف عليه خاصةً عند تعرضه لموقفٍ جديدٍ يؤدي إلى إنشاء طفل خجول.
• قِلّة تفاعل الطفل اجتماعيًّا: لا يحصل الأطفال ممّن تمّ عزلهم أو عدم انخراطهم مع أطفال آخرين لفترةٍ طويلةٍ على المهارات الاجتماعية، التي تساعدهم على التفاعل مع الأشخاص الجدد.
• التنمر: يميل الأطفال الذين يتعرّضون إلى التنمر والمُضايقات من أهم الأشخاص المتواجدين في حياتهم إلى أن يصبحوا خجلين؛ مثل الأبوين والإخوة والأقارب والأصدقاء.
• الخوف من الفشل: قد يُطلب من بعض الأطفال أداء مهمة أو أكثر تفوق قدراتهم، ومن ثم يتم لومهم على عدم النجاح فيها، ويؤدي ذلك إلى تعرضهم إلى حالة من الخوف من الفشل تظهر على هيئة خجل.

أبرز صفات الطفل الخجول

يوجد العديد من الصفات التي ذكرها موقع ويب ميد والتي تدل على أن الطفل يُعاني من مشكلة الخجل، وأنها تؤثر على حياته بشكل سلبي؛ بالتالي فإن على الأهل التدخل لمساعدته في تجاوزها لتمكينه من ممارسة حياته بالشكل السليم، ومن أهم صفات الطفل الخجول:

• انخفاض المهارات الاجتماعية.
• امتلاك الطفل عددٌ قليلٌ جدًا من الأصدقاء.
• قِلّة المشاركة في الأنشطة التي تعتمد على التعاون بين ممارسيها؛ كالرياضة.
• شعور الطفل بالوحدة والعُزلة.
• ظهور بعض العلامات على جسده عند حديثه أو ممارسته لأيٍّ من الأنشطة مع الآخرين؛ مثل: التلعثم، احمرار الوجه، الرجفة أو الارتعاش.

أنواع الخجل عند الأطفال

يذكر موقع هيلث لاين أن أنواع الخجل عند الأطفال تختلف وفقًا لقوتها؛ حيث يمكن أن يشعر الأطفال بالخجل على هيئة انزعاج من الآخرين أو من الموقف وبالتالي فإن ذلك يمكن التغلّب عليه بسهولة، بينما من المُمكن أن يشعر الأطفال بالخوف من المواقف الاجتماعية والتعامل مع الآخرين، الأمر الذي يؤدي إلى انسحابهم من المواقف والأنشطة الاجتماعية، وعلى الرغم من ذلك فإنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنه من الطبيعي أن يشعر الأطفال بالخجل في معظم الأحيان؛ ذلك عند التعرّض لمواقفٍ جديدةٍ أو الدخول لأماكنٍ جديدة.

كيف يمكن علاج الخجل عند الأطفال؟

بناءً على ما ذكره موقع betterhealth فإن هناك مجموعةً من الممارسات التي ينبغي على الأهل القيام بها للمساعدة في علاج الخجل عند الأطفال، ومن أهمها:

• تجنّب إطلاق لقب الخجول على الطفل سواءً من الوالدين أو غيرهم.
• تجنّب انتقاد الطفل أو السخرية منه عندما يكون خجولًا، بل على العكس يجب تقديم الدعم اللازم له وتفهمه.
• الحوار مع الطفل عن أسباب خجله، وما إذا كان هناك أمرًا يخاف منه.
• إخبار الطفل عن مزايا الجُرأة والتخلص من الخجل، ويمكن الاستدلال بالقصص، ويفضّل أن تكون من حياة الوالدين.
• مدح الطفل عندما يتعامل مع موقف جديد بطريقة صحيحة، أو يقابل شخصًا جديدًا ويتحدث معه بدون خجل.
• تحديد أهداف بسيطة مع الطفل للتخلص تدريجيًّا من الخجل؛ مثل الترحيب بأحد الأطفال.
• مدح الطفل على المهارات التي يمتلكها ومساعدته في تطويرها.
• اللجوء إلى مختص نفسي بالأطفال في حالة معينة، وهي التي ذكرها موقع بيبي سنتر وتتمثل في البكاء، أو نوبات الغضب، أو الانسحاب من المكان بشكلٍ مُتكررٍ، أو التصرّف بعنفٍ مع الآخرين.

طرق تساعد في التغلب على الخجل عند الأطفال

بالإضافة إلى المُمارسات السابقة فإن هناك بعضًا من الطُرق التي تساعد في التغلب على مشكلة الخجل عند الأطفال، خاصةً عند معرفتها في عُمرٍ صغير؛ إذ من المُمكن أن تساهم في تغيير شخصية الأطفال منذ البداية وقبل تعقُّد المشكلة، ومن أهم هذه الطرق بناءً على ما ذكره موقع ويب طب:

• تدريج انفصال الطفل: يجب أن يكون انفصال الطفل عن والديه وفقًا لمجموعة من الشروط؛ وهي: يجب ألّا يكون بشكلٍ مفاجئ وألّا يكون في عُمرٍ مُبكّرٍ، كما يجب توفير الاهتمام والاحتضان بشكلٍ دائمٍ للطفل سواءً خلال أو بعد فترة الانفصال.
• التواجد مع الطفل في الأماكن المزدحمة: يجب الحرص على التواجد مع الطفل في الأماكن التي يكون فيها عددًا كبيرًا من الأشخاص، وفي ذات الوقت يجب تشجيعه على التجارب والاكتشاف؛ حتى يشعر بالأمان ويُكمل ممارسة أنشطته، ويعد ذلك من الطرق الفعّالة في علاج الخجل، وبالعموم فإنه من الأفضل تجنّب الأماكن المزدحمة مثل أماكن اللعب، والتوجّه إلى أماكن لعب أُخرى تحتوي على عدد أقل من الأشخاص حتى لا يزيد خوف الطفل.
• تجنّب المبالغة في تهدئة الطفل: على الرغم من أهمية أن يقوم الأهل بتهدئة الطفل وإشعاره بالأمان عند الإحساس بالخوف أو الخجل من وجود عددٍ كبيرٍ من الأشخاص؛ إلّا إنّه يجب عدم المبالغة في ذلك؛ إذ إن ذلك يُشعرِهُ بأن الموقف مُخيف ويستحق هذا القدر من التهدئة وبالتالي يزداد خوفه، ومن الأفضل أن يشعر الطفل بأن المواقف التي يمرُّ بها هي مجرّد أمور طبيعية وغير مُخيفة.
• التوجّه إلى المناسبات خلال وقتٍ مبكّر: في حال الذهاب إلى مناسبة معيّنة وُمرافقة الطفل للأهل؛ فإنه من الأفضل التوجّه إليها مبكرًا وقبل وصول أطفالٍ آخرين؛ ذلك ليأخذ وقته للاستقرار والاطمئنان؛ حيث يساعده ذلك في تجنّب الخجل الذي قد يحصل في حالة وصوله للمكان بعد غيره من الأطفال.