كيف أطوّر موهبة طفلي؟

يعتقد كثير من الناس أن الموهبة فطرة يُولد بها الإنسان، وأقرب مِثال على ذلك قصة الموسيقيّ موزارت الذي أجاد عزف ثلاث مقطوات موسيقية على البيانو في سنّ الخامسة. إلا أن للقصة بقية، فوالد موزارت كان عازفًا موسيقيًا وحرص على تعليم طفله وتحسين أدائه وتمرينه المستمر. وعلى الرغم من ذلك لم يُؤلِّف موزارت موسيقاه الخاصة إلا في سن العشرين أي بعد 15 عامًا من العمل الجاد والتمرين. ولذلك فالموهبة مكتسبة، وللوالدين دور كبير في تنمية واكتساب أطفالهم لمواهبهم.

كيف تطورين موهبة طفلك؟ 

• ابدأي مبكرًا 

بذرة الموهبة تُغرس مبكرًا في المنزل. حيث أوضحت دراسة علمية أن 22 من بين 24 موهوبًا في المجالات المختلفة تم تقديمهم إلى موهبتهم من قِبل والديهم في عمر مبكِّر قبل الخمس سنوات. ولكن لا تضغطي على طفلك، لاحظي اهتمامه وأي الأشياء شغوف بها وابدأي بمجرد معرفة اهتمامه.

• توفير المواد التعليمية 

إذا كان طفلك مهتم بالقراءة فاحرصي على القراءة له كل يوم وإحاطته بالكتب وذهابه إلى المكتبة كل أسبوع. وإذا كان مهتم بالألعاب القتالية اشتركي له في نادي رياضي واحرصي على انتظامه في التمرين وتشجيعه واشتراكه في البطولات، وهكذا. أيًا كانت موهبة طفلك احرصي على توفير أهم المواد التعليمية والأفلام التي تُحقق له ممارسة هذه الموهبة.

• الانتظام في الممارسة 

ممارسة الموهبة ليست شيئًا ثانويًا وإنما ضرورة لتنمية مهارة طفلك. فبدون الممارسة المنتظمة لن تتطور موهبة الطفل. إلا أن هذه الممارسة لا تعني ضرورة تقدُّم الطفل سريعًا ووصوله إلى البطولات ،وإنما قد يأخذ التطُّور فترات طويلة. ولذلك اهتمي بملاحظة مدى تطُّور طفلك وشجِّعيه على الانتظام في التمرين وعدم الإحباط عند ارتكاب الأخطاء بدون أي ضغوطات لوصوله إلى مستوى معين.

• تقدير اهتمامات الجيل الجديد من الأطفال: 

من الممكن ألا يهتم طفلك بالرسم أو القراءة أو الباليه وغيرها من الأنشطة والمواهب الشهيرة، وإنما يصّب اهتمامه كله على الكمبيوتر والشاشات. ومن هنا يمكن تحويل هذا الاهتمام لشئ إيجابي وموهبة مميزة. فكثير من الأطفال يتعلَّمون البرمجة والأكواد خلال سن صغيرة، وهناك دورس تعليمية عديدة مخصصة لتعليم البرمجة للأطفال.

• التشجيع الدائم خلال الرحلة: 

من المهم تشجيع الطفل ومدح الخطوات والمجهود الذي يقوم به لتطوير موهبته. على ألا يكون المدح على القدرات الطبيعية أو الشكل الخارجي وإنما على المجهود، وفي المقابل ستُعززين من ثقة طفلك بنفسه وقدراته وسيخلق ذلك عنده شخصية إيجابية.

فهل أنتِ الآن مستعدة للبدء في الرحلة مع أطفالك؟