الاكتئاب عند الأطفال.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج

اكتئاب الأطفال

اكتئاب الأطفال

يحصل الاكتئاب عند الأطفال عندما يطغى عليهم المزاج الحزين والسيء لعِدّة أسابيع، أو وفقًا لما ذكره موقع kidshealth عندما يؤثر ذلك المزاج السيء على إحداث تغييرات في سلوك الأطفال. على الرغم من كون مرور الطفل بحالة من الحُزن أو المزاج السيء أمرًا طبيعيًّا؛ إلّا إنّ استمرار ذلك لفترة طويلة هو ما يُصنّف بالاكتئاب، ويتم مساعدة الطفل للتخلص من هذه الحالة إمّا من خلال العلاج، أو بعض سلوكيات الرعاية التي تساعده على التحسّن.

هل يمكن أن يحدث الاكتئاب عند الأطفال؟

من المُمكن أن يتعرض الأشخاص من كافة الأعمار إلى الاكتئاب؛ بما فيهم الأطفال، وبناءً على ما ذكره موقع كليفلاند كلينيك فإن الأطفال وبشكلٍ طبيعيٍّ يمرّون بالعديد من التقلّبات المزاجية الناتجة عن مراحل النمو والتطور؛ إلّا إنّ اكتئاب الأطفال يؤثر بشكلٍ سلبيٍّ على التفاعل مع العائلة والأصدقاء، كما يمنعهم من ممارسة أنشطة الطفولة على نحوٍ طبيعيٍّ ومُمتع، وغالبًا ما يُرافق الاكتئاب عند الأطفال حالة من القلق، وهي ما يُعرف بحصول حالة من الخوف أو الذعر تجاه المواقف اليومية.

أهم علامات الاكتئاب عند الأطفال

عند ملاحظة الوالدين لواحدة أو أكثر من علامات الاكتئاب عند الأطفال لمدة لا تقل عن أسبوعين؛ فإن ذلك يستلزم منهم التدخل للمساعدة في حل هذه المشكلة، ذلك لتجنّب تطورها ومن ثم صعوبة حلّها، وبناءً على الموقع الإلكتروني لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها فإن من أهم هذه العلامات:

  • شعور الطفل باليأس أو الحزن أو الانفعال في العديد من المواقف.
  • تجنّب ممارسة الأنشطة أو الألعاب التي يستمتع بها في العادة، أو عدم الاستمتاع بها في حال ممارستها.
  • حصول تغيّرات في نمط الأكل؛ حيث يتناول كمية أقل أو أكثر من الكمية المُعتادة.
  • حصول تغيّرات في نمط النوم؛ إذ ينام الطفل ساعات أقل أو أكثر من المُعتاد.
  • وجود تغيّرات في الطاقة؛ حيث يلاحظ الأهل تعب الطفل أو توتره أو عدم راحته في معظم الوقت.
  • صعوبة في الانتباه.
  • الشعور بالذنب.
  • القيام ببعض المُمارسات التي تؤذي النفس.

أعراض الاكتئاب عند الأطفال

بالإضافة إلى العلامات السابقة فإن هناك مجموعةٌ من الأعراض التي ينبغي التعامل مع الأطفال بحذرٍ عند ملاحظتها لفترة أسبوعين، وبشكل عام ووفقًا لموقع ستانفورد تشيلدرنز فإنه قد تتشابه بعض هذه الأعراض مع مشاكل نفسية أُخرى يمكن أن يتعرّض الأطفال لها؛ لذا لا بد من استشارة مُختص نفسي للأطفال حول هذا الأمر، ومن أهم هذه الأعراض:

  • الشعور بالحزن بشكل دائم.
  • قِلّة احترام الذات.
  • الإحساس بالرغبة في الموت.
  • صعوبة تكوين علاقات أو التعامل مع الأصدقاء.
  • انخفاض القدرة على اتخاذ القرارات.
  • تكرار بعض الشكاوى الجسدية؛ مثل: التعب العام وألم المعدة والصداع.
  • الخوف الدائم والحساسية تجاه الفشل أو الرفض.
  • الهروب من المنزل أو التهديد بذلك.

هل تظهر هذه الأعراض لدى كافة المصابين باكتئاب الأطفال؟

يذكر موقع ويب ميد أنه لا يوجد تشابه في معظم الأحيان بـ أعراض الاكتئاب عند الأطفال؛ إذ إن كل طفل يعاني من أعراض تختلف في طريقتها ومكانها وزمانها عن الأطفال الآخرين، كما أنه يوجد بعض الأطفال الذين يستمرون في ممارسة الأنشطة الاجتماعية شرط أن يكون ذلك ضمن بيئة جاهزة ومنظّمة، إلّا إنّ المعظم يواجهون تغييرات ملحوظة في أداء الأنشطة الاجتماعية، أو بالاهتمام بالدراسة، أو يتعرضون لضعف في الأداء الأكاديمي أو يختلفون في المظهر، وتعد هذه الأعراض السابقة هي أكثر ما يتعرّض له الأطفال عند الاكتئاب.

ما هي أسباب الاكتئاب عند الأطفال؟

على الرغم من وجود العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حصول الاكتئاب عند الأطفال؛ إلا إنّه لا يمكن حصرها نظرًا لوجود أسباب خارجة عن السيطرة تؤدي إلى ذلك، وذكر موقع healthline مجموعةً من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب عند الأطفال، أو بشكل أدقّ فإنه يمكن القول بأنها العوامل التي تؤدي إلى زيادة احتماليّة تعرض الطفل لذلك، وهي:

  • الصحة الجسدية: يعد الطفل المُصاب بإحدى الأمراض المزمنة أو الشديدة هو الأكثر تعرّضًا للاكتئاب، ويشمل ذلك السُمنة.
  • التغييرات المُجهدة: تُساهم التغيّرات التي تحصل في المنزل أو المدرسة في زيادة احتمالية إصابة الطفل بأعراض الاكتئاب.
  • البيئة المنزلية: تُساهم الحياة المنزلية الفوضوية أو المُشتتة إلى تعرّض الطفل بصورة أكبر لاضطرابات المزاج؛ بالتالي دخوله في حالة من الاكتئاب.
  • الوراثة: في حالة وجود أفراد في الأسرة تعرّضوا للاكتئاب في فترة عُمرية مُشابهة لسنِّ الطفل؛ فإن ذلك يعد من الأسباب التي تجعله أكثر احتمالية للتعرض للاكتئاب.

هل يمكن علاج الاكتئاب عند الأطفال؟

يوجد عدة طرق تساعد في علاج الاكتئاب عند الأطفال، وهي جميعها مُكمّلةً لبعضها البعض؛ حيث لا يمكن القيام بإحدى هذه الطُرق دون الأُخرى، تتمثّل في:

العلاج المعرفي السلوكي – CBT

يعمل المُعالج النفسي كما يذكر موقع kidshealth على مساعدة الأطفال ودعمهم، وبشكل عام فإن هذه الطريقة تعتمد على القصص واللعب، وبذلك تُساعد الأطفال على الشعور بالراحة والاستفادة من العلاج، كما يذكر موقع healthline بأن سبب الاعتماد على هذه الطُرق هو قلّة المفردات اللغوية للأطفال؛ ممّا يجعل العلاج بالكلام والحديث عن العواطف والمشاعر والتجارب غير مُجدٍ لهم، ومن جهةٍ أُخرى فإن هذه الطريقة تُساهم في تعليم الأطفال كيفيّة تعزيز المشاعر، والتعامل مع أعراض الاكتئاب.

الوقاية الصحية

يعد الحفاظ على صحة الأطفال من الأمور المُهمّة، وتزداد أهمية ذلك في حالة الأطفال المُصابين بالاكتئاب، يأتي ذلك بالتزامن مع العلاج النفسي أو المعرفي السلوكي؛ حيث يذكر الموقع الإلكتروني الخاص بـ مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأن اتباع نمط حياة صحي يساهم في التخلص من أعراض الاكتئاب، ومن أهم السلوكيات الصحية التي يمكن اتباعها:

  • تقديم الطعام الصحي للأطفال، ويجب التركيز على الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة ومصادر البروتين الخالية من الدهون.
  • ممارسة نشاط جسدي أو أيٍّ من أنواع الرياضة التي يفضلها الأطفال لمدة لا تقل عن ساعة يوميًّا.
  • حصول الأطفال على عدد ساعات النوم اللازمة له وفقًا للمرحلة العمرية.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء مع الأطفال.

ممارسات تساعد في علاج الاكتئاب عند الأطفال

بالإضافة إلى طُرق العلاج السابقة فإن هناك مجموعةٌ من الممارسات التي يمكن القيام بها في المنزل، وهي بدورها تساعد في دعم علاج الطفل من الاكتئاب، ونقلًا عن موقع kidshealth فإن من أهم هذه الممارسات:

  • الحديث مع الطفل عن حزنه: ينبغي مراعاة أن الطفل في الغالب لا يدرك سبب حزنه، أو لماذا يستصعب العديد من الأمور في الحياة؛ لذا فإنه ينبغي تقديم الدعم اللازم له والاستماع لمشاعره وما يخطر في ذهانه وإظهار الحب والحنان له.
  • التحلّي بالصبر: عند صدور تصرّفات غير مألوفة من الطفل ناتجة عن تقلّبات المزاج؛ فإن على الوالدين التحلّي بالصبر، كما ينبغي الحديث مع المُعالج الخاص به لمعرفة طُرق التعامل معه في هذه الحالة، وغالبًا ما يساعد التعامل الهادئ مع الطفل وتوجيهه إلى السلوك الأفضل في تحسين تصرفاته.
  • الاستمتاع بالوقت مع الطفل: يمكن للوالدين ممارسة العديد من الأنشطة المتعة مع الطفل؛ مثل الخروج معًا، اللعب، قراءة القصص، الطبخ ومشاهدة فيلم؛ حيث تساعد هذه الأمور جميعها في تحسين مزاج الطفل والتقرّب منه بشكل أفضل.

شارك

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top