الاكتئاب عند الأطفال.. أسبابه وعلاجه

ما هو الاكتئاب عند الأطفال؟

يُعرّف الاكتئاب عند الأطفال بأنه عبارة عن اضطراب شديد في الحالة المزاجية يؤدي إلى سلب السعادة من حياة الأطفال، ووفقًا لموقع ويب طب فإن من الأمور الطبيعية أن يمر الطفل بحالة من تقلّبات المزاج والحزن بين الفترة والأُخرى؛ ذلك في ظل حصول تغيّرات معيّنة في حياته؛ إلا إنه في حال تجاوزت هذه المشاعر الفترة الطبيعية وبلغت أسابيع أو أشهر؛ فإنه من الممكن أن تشكّل علامة اكتئاب. تتراوح درجات الاكتئاب عند الأطفال ما بين المعتدل إلى الحاد، وفي بعض الأحيان فإنه يحتاج إلى علاج.

تشخيص الاكتئاب عند الأطفال

في حال استمرت أعراض الاكتئاب لدى الطفل لمدة لا تقل عن أسبوعين فإنه يجب زيارة الطبيب؛ للتأكّد من عدم وجود مشاكل جسدية لذلك، كما ينصح موقع webmd في هذه الحالة استشارة أخصائي رعاية الصحة العقلية للأطفال؛ حيث يقوم بإجراء تقييم للوالدين والطفل؛ ذلك من خلال مجموعة من الاستبيانات التي تساعد في تشخيص الاكتئاب عند الطفل، وتساعد جلسات العلاج في الكشف عن المخاوف التي تؤدي إلى دخول الطفل بمرحلة الاكتئاب.

أعراض الاكتئاب عند الأطفال

تختلف الأعراض في مجملها بين طفلٍ وآخر؛ إلا إنها تتمثّل في مجموعة مُعيّنة من الأعراض، ويتم تشخيص الأطفال بالاكتئاب في حال ظهور مجموعة منها خلال فترة الأسبوعين. ووفقًا لموقع مستشفى stanford children\’s فإن من أهم أعراض الاكتئاب عند الأطفال ما يلي:

• الشعور بالحزن المستمر.
• الشعور بالعجز واليأس.
• قلة أو ضعف احترام الذات.
• الشعور بالذنب وتأنيب الضمير بشكل مبالغ فيه.
• الإحساس بالرغبة بالموت.
• ضعف الإقبال على الأنشطة المعتادة التي يحب ممارستها.
• صعوبة في التعامل مع الآخرين.
• حصول اضطرابات في النوم، سواءً كانت الأرق أو ازدياد النوم.
• مواجهة صعوبة في التركيز.
• انخفاض المقدرة على اتخاذ القرار.
• تغيّر في الشهية والوزن.
• الهروب من المنزل أو التهديد بذلك.
• الحساسية الشديدة نتيجة الفشل أو الرفض.
• شكاوى جسدية دائمة.

أبرز علامات الاكتئاب عند الأطفال

بالإضافة إلى الأعراض السابقة التي بدورها قد لا تظهر جميعها عند الأطفال؛ حيث يكون بعضها أكثر وضوحًا من البعض الآخر، فإنه يمكن القول بأن علامات الاكتئاب عند الأطفال لا تختلف عن العلامات التي تظهر على البالغين؛ إلا إن الطفل ونظرًا لامتلاكه عددًا محدودًا من المفردات العاطفية فإنه لا يمكنه التعبير عما يشعر به. ومن أهم هذه العلامات كما يذكر موقع health line ما يلي:

• الشعور بالغضب في الكثير من الوقت.
• البكاء بدون سبب.
• تغيّر في السلوك والمزاج بشكل متكرر.
• التراجع في الأداء الدراسي.
• الحديث عن الأمور السلبية وانتقاد الذات والشكوى.
• الحديث عن الموت.

أشكال الاكتئاب عند الأطفال

تتعدد أشكال الاكتئاب عند الأطفال، وتظهر كل منها على هيئة مجموعة من الأعراض التي تحتاج إلى طريقة خاصة للرعاية، وبناءً على ما ذكره موقع child mind فإن من أهمها:

اضطراب اكتئابي حاد

يعد من أكثر أنواع الاكتئاب شيوعًا، كما يمكن معرفته من تغيّر المزاج؛ حيث يشعر الطفل بالحزن أو الانفعال، كما يغضب من الأمور الصغيرة في معظم الوقت، بالإضافة إلى أنه يفقد الاهتمام بما يستمتع به عادةً، كما يشعر الطفل في اليأس والتعب طوال الوقت، ويواجه صعوبةً في التركيز، ويصبح تناول الأكل لديه غير منتظم وبالتالي فإنه يكتسب أو يفقد الكثير من الوزن، كما يواجه مشاكل في النوم.

اضطراب عدم انتظام المزاج التخريبي – DMDD

يعد أحد أشكال الاكتئاب عند الأطفال الحديثة نوعًا ما؛ حيث يتم تصنيف من يعانون من نوبات الغضب المتكررة وردّات الفعل المبالغ بها بهذا النوع من الاكتئاب. ويمكن القول أنه يظهر على هيئة غضب أكثر من الحزن، وتظهر أعراض هذا الاكتئاب قبل سن العاشرة؛ إلا إنه في ذات الوقت لا يمكن تشخيصها قبل سن السادسة؛ حيث تعد نوبات الغضب من الأمور الطبيعية للأطفال الصغار، ولتشخيصهم بهذه الحالة فإنه يجب ملاحظة التعرض لنوبات غضب لا تقلّ عن ثلاث مرّات في الأسبوع، كما يجب أن يظهر في مواقف ومع أشخاص مختلفين.

الاضطراب العاطفي الموسمي

يعد أحد أنواع الاكتئاب الذي يرتبط مع تغيّر الفصول، وهو يمتلك نفس أعراض الاكتئاب الحادّ؛ إلا إنه يحدث خلال أشهر معيّنة من العام. يُصيب هذا الاضطراب الأطفال والبالغين غالبًا في فصلي الخريف والشتاء، ويعود تفسير ذلك بأن الحصول على كمية أقل من الأشعة الشمسية في هذه الفترة يؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ، وبالتالي فإن ذلك يؤثر على الحالة المزاجية والطاقة. من الجدير بالذكر أن الأطفال المصابين بهذا النوع من الاكتئاب خلال الخريف والشتاء لا تظهر عليهم ذات درجة نوبات الغضب، التي تظهر على المصابين بهذا الاكتئاب خلال فصل الصيف.

ما هي أهم أسباب الاكتئاب عند الأطفال؟ 

تتعدد أسباب الاكتئاب عند الأطفال ممّا يجعل من الصعب تحديدها جميعًا؛ ذلك لأن الاكتئاب في العديد من الأحيان يكون نتيجةً لأسباب خارجة عن السيطرة، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك مجموعة من الأسباب والظروف التي تزيد من احتمالية تعرض الأطفال للاكتئاب، ووفقًا لموقع health line فإنها تتمثل فيما يلي:

• تغييرات في ظروف الحياة: في حال حصول تغيّر أو مجموعة من التغييرات في المدرسة أو المنزل؛ فإن ذلك يساهم بزيادة احتمالية إصابة الطفل بالاكتئاب، ومن هذه التغيّرات الانتقال من المدرسة أو البيت.
• الصحة العامة: في حال الطفل الذي يُعاني من الإصابة بإحدى الأمراض المزمنة؛ مثل سكري الأطفال، أو الأمراض التي تحتاج إلى علاج ورعاية بشكل دائم فإنه يعد الأكثر تعرّضًا للاكتئاب، وتعد السمنة من أهم هذه الحالات.
• ظروف المنزل: يعتبر الطفل الذي يعيش مع أُسرة مُشتتة أو في منزل فوضوي أكثر احتماليّةً للإصابة بالاكتئاب؛ ذلك نتيجة اضطرابات المزاج التي يمرُّ بها بشكل دائم ومتكرر.
• العامل الوراثي: تمامًا كما في العديد من الصفات فإن الوراثة تلعب دورًا في إصابة الطفل بالاكتئاب؛ حيث إن الأُسرة التي تضم فردًا أُصيب بالاكتئاب في مرحلة عمرية معيّنة؛ فإن الطفل يكون مُعرّضًا لذلك في ذات الفترة العمرية.

كيف يتم علاج الاكتئاب عند الأطفال؟

يذكر موقع كليفلاند كلينيك بأن طريقة علاج الاكتئاب عند الأطفال تتشابه مع طريقة القيام بذلك لدى البالغين، ويعد الأساس الذي تنبني عليه عملية العلاج هو العلاج السلوكي المعرفي – CBT؛ حيث يعتبر أحد أنواع العلاج النفسي الذي يساعد في علاج كلّ من الاكتئاب والقلق لدى الأطفال، وذلك من خلال التركيز على مساعدتهم في تعلم التفكير بصورة إيجابية بشكل أكبر والتحكّم في السلوكيات السلبية، كما أنه يعمل على إدارة القلق من خلال معرفة أسبابه، وتقديم الطرق الصحية والأدوات التي يتم من خلالها التعامل مع الاكتئاب والقلق لديهم، بالإضافة إلى هذا النوع من العلاج فإنه في الحالات الحرجة من الاكتئاب. ووفقًا لما ذكره موقع ويب طب فإن الطبيب قد يلجأ إلى تقديم أدوية الاكتئاب للطفل؛ حيث يقوم بوصفها بما يتطابق مع حالته وبجرعات محددة بناءً على العمر.

وعلى الرغم من أهمية أدوية مضادات الاكتئاب في بعض الحالات لدى الأطفال فإنه يجب أن يتم تقييمهم بشكلٍ كاملٍ قبل تقديم الدواء؛ حيث يذكر موقع مايو كلينيك أن تقييم الصحة العقلية يجب أن يتضمن مراجعة لأي عوامل خطر لدى الأطفال قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بالنفس، ومعرفة ما إذا كان مصابًا بأي مرض نفسي آخر؛ مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو اضطراب الأكل.