الصراخ على الأطفال بين الأضرار وبدائل التأديب الأخرى

اضرار الصراخ على الأطفال

صراخ الآباء على أطفالهم

في بعض الأحيان يشعر الآباء بالإرهاق والغضب مما يجعلهم يرفعون أصواتهم ويصرخون على أطفالهم حسب موقع healthline، ويمكن لـ الصراخ على الأطفال التهدئة من سلوكياتهم لفترة قصيرة؛ إلا إنه لن يؤدي إلى تصحيح سلوكيات الطفل بشكلٍ فعليٍّ على المدى البعيد، ويمكن القول بأن الصراخ يعلّم الأطفال الخوف من أبويهم ولا يمكّنهم من فهم عواقب أفعالهم.

تأثير الصراخ على الأطفال

إن أضرار الصراخ على الأطفال كثيرة، ولهذا فإنه ينبغي على الآباء تجنب اللجوء إلى الصراخ لتقويم السلوكيات الخاطئة، وتضم القائمة الآتية بعضًا من آثار الصراخ على الأطفال حسب موقع healthline:

  • زيادة المشاكل سوءًا: يجعل الصراخ سلوكيات الأطفال أكثر سوءًا، وفي كل مرة يحتاج الآباء إلى هذا الأسلوب بشكل أكبر من المرة السابقة للتعامل معهم، وأظهرت بعض الدراسات زيادة السلوكيات سوءًا في العام التالي عند اللجوء إلى الصراخ.
  • التأثير على تطوير دماغ الطفل: يؤثر الصراخ على طريقة تطور دماغ الطفل؛ ذلك لأنه يجعلهم يعالجون المعلومات والأحداث السلبية بشكل أسرع وأكثر شمولًا من معالجة المعلومات والأحداث الجيدة الإيجابية.
  • التسبب بالاكتئاب: على المدى البعيد يُمكن للصراخ أن يؤدي إلى الاكتئاب عند الأطفال؛ ذلك لأن الإساءة اللفظية تتسبب بمشاكل نفسية أكثر عُمقًا، وتستمر هذه المشاكل حتى عند وصول الطفل إلى مرحلة البلوغ.
  • التأثير على الصحة الجسدية: أظهرت نتيجة بعض أحد الأبحاث وجود تأثيرات سلبية على الصحة الجسدية عند الاعتماد على الصراخ؛ لتأديب الأطفال والتعامل مع سلوكياتهم السيئة، وتستمر هذه التأثيرات على المدى البعيد.
  • المشاكل الصحية المزمنة: يمكن أن يؤدي الصراخ على الأطفال إلى الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية المزمنة فيما بعد؛ منها: التهاب المفاصل والصداع الشديد وآلام الظهر والرقبة؛ وذلك وفق إحدى الدراسات الحديثة.

العدوانية من آثار الصراخ على الأطفال

تُعد زيادة العدوانية إحدى أبرز أضرار الصراخ على الأطفال من الناحية الجسدية واللفظية، وهذا يعني أنه يؤثر على سلوكياتهم بشكل سلبي بدلًا من تحقيق النتائج المرجوّة التي يطمح الأبوان إلى تحقيقها، ويؤدي الصراخ على الأطفال كذلك إلى زيادة فرصة تعرض الأطفال إلى التنمر؛ لأن فهمهم للحدود الصحيحة أثناء التعامل وتقديرهم واحترامهم لذاتهم صار منخفضًا حسب موقع healthline.

استراتيجيات لتجنب الصراخ في وجه الطفل

هُناك الكثير من الاستراتيجيات التي يُمكنها مساعدة الآباء في تجنب الصراخ على الأطفال، ومنها ما يأتي وفق موقع childmind وموقع webmd:

  • التعامل مع أسباب المشكلة: من الجيد قيام الأبوين بتحديد أسباب المشكلة ثم التعامل معها بالشكل الصحيح؛ لتجنب وقوعها ثم الصراخ لتهذيب الأطفال، ومن ذلك الاستيقاظ مبكرًا والتجهيز ليلًا؛ إذا كانت هُنالك مشكلة في تأخثر الأطفال صباحًا.
  • إيجاد روتين محدد: بالنسبة إلى الأطفال الأصغر سنًا من الجيد إنشاء روتين محدد يتضمن خطوات وتوجيهات سهلة يُمكن أن تشتمل على وسائل مساعدة بصرية، إلى جانب توغير الثناء والمكافآت لتقويم سلوك الطفل وتجنب الحاجة إلى الصراخ.
  • مراعاة المحفزات: إذا تمكّن الأبوان من معرفة المحفزات التي تؤدي إلى سلوكيات الطفل غير المقبولة؛ فإن ذلك يساعدهم على توقع صدور السلوكيات السيئة والهدوء بشكل أكبر في حالة صدورها، وذلك مثل توقع الصراخ عند تأخر الطعام.
  • إدارة الوقت: ربما يؤدي القيام بالعديد من الأشياء معًا دون إدارة الوقت إلى التوتر عند الأبوين؛ مما يتسبب بالصراخ عندما يتصرفان مع أطفالهما، ولذلك فإن إدارة الوقت مفيدة في تجنب الصراخ على الأطفال أحيانًا.
  • العد حتى الرقم 10: قبل التصرف مع الأطفال من الجيد التوقف وأخذ نفس عميق مع العد حتى الرقم 10؛ كي لا يفقد الأبوان السيطرة ويضطران إلى الصراخ على أطفالهما عند صدور أيّة أخطاء أو تصرفات سيئة منهم.
  • تمارين اليقظة الكاملة: قبل اتخاذ القرار بطريقة التصرف المناسبة ينبغي ملاحظة ثلاثة من الأشياء في البيئة المباشرة معتمدًا على حاسة الرئية والشم والسمع، مع التركيز على هذه الأشياء حتى يتجنب الآباء الصراخ في وجه الطفل.
  • التحفيز الثنائي: يساعد التحفيز الثنائي على تنظيم الجهاز العصبي ويفيد ذلك في منع المرء من الخروج عن السيطرة عندما يخطئ الطفل، وينتج عن هذا الحد من الصراخ عند التعامل مع الأخطاء وتجنب تأثير الصراخ على الأطفال.
  • مراعاة ما يفكر فيه الطفل: بدلًا من الصراخ فور صدور أيّة سلوكيات غير جيدة ينبغي على الأبوين مراعاة الشيء الذي يفكر فيه الطفل؛ لتغيير المنظور وتجنب الصراخ وما يتبعه من آثار سيئة.

طريق تأديب الأطفال من غير صراخ

بدلًا من اللجوء إلى الصراخ على الأطفال يستطيع الآباء الاعتماد على الوسائل والأساليب الآتية للتأديب وتقويم السلوكيات حسب موقع verywellfamily وموقع اليونيسف:

  • وضع قواعد واضحة: إذا وضع الآباء قواعد واضحة للأطفال في المنزل؛ فإن ذلك يساعد على التقليل من اللجوء إلى الصراخ، ويمكن الاحتفاظ بقائمة قواعد معروضة في مكان بارز داخل المنزل دائمًا ليراها الطفل ويلتزم بها.
  • شرح العواقب في وقت مبكر: قبل قيام الطفل بأيّة سلوكيات سيئة ينبغي على الأبوين شرح الآثار والعواقب السلبية التي تنتج عن هذه السلوكيات، ومن ذلك تنبيه الطفل إلى منعه من مشاهدة التلفاز؛ إذا لم يقم بالانتهاء من واجبته المدرسية.
  • التعزيز الإيجابي: يُمكن تحفيز الطفل على اتباع القواعد والسلوكيات الصحيحة من خلال التعزيز الإيجابي، ويكون ذلك عن طريق مدح الطفل عن القيام بالسلوكيات الصحيحة وبيان تقدير القيام بهذه السلوكيات.
  • ابتكار الأساليب للتلهية: يُمكن اللجوء إلى إلهاء الطفل بنشاط أكثر إيجابية إذا كان هُناك ما يحزنه؛ ذلك لأن الإلهاء يُصرف انتباهه إلى شيء آخر وقيامه بسلوكيات إيجابية بدلًا من السلوكيات السلبية التي تضطر الآباء إلى الصراخ.
  • التحذير بدل الصراخ: إذا لم يستجب الطفل للقواعد المنزلية بالشكل الصحيح؛ فيمكن تحذيره بدلًا من الصراخ عليه، وذلك لأن التحذير ينبّه الطفل إلى العواقب التي تلحق به في حالة عدم الاستجابة؛ مما يُعدّل سلوكياته دون لجوء إلى الصراخ.
  • تجنب تكرار التحذير: يجب على الآباء تجنب تكرار التحذيرات بشكل مستمر، وإنما يستطيعون الانتظار ثم إظهار أنهم يعنون ما يقولونه من معاقبة الطفل والمحافظة على انضباط؛ فإن ذلك يجعل الطفل أكثر امتثالًا.

فائدة عدم الصراخ على الطفل بعمر السنة

لا بُد من تجنب الصراخ على الطفل بعمر السنة، بالإضافة إلى تجنب الضرب والاعتماد على طرق التأديب المناسبة لتعزيز الأمان العاطفي بين الآباء وأطفالهم في هذه المرحلة العمرية حسب موقع stanfordchildrens. كذلك توجد عدة إرشادات أُخرى للمحافظة على الأمان العاطفي أثناء التعامل مع الأطفال بعمر السنة؛ أبرزها: إطعام الطفل عندما يحين وقت الوجبات العائلية، بالإضافة إلى تشجيع الطفل على المساعدة أثناء القيام بالمهام المنزلية.

الصراخ على الأطفال لا يحقق الفائدة المرجوة

إن اللجوء إلى الصراخ على الطفل لا يحقق الفائدة المرجوّة على المدى البعيد، وإنما يعد الصراخ من الأخطاء الشائعة في التأديب حسب موقع verywellfamily، وذلك لأن الصراخ يُخبر الأطفال بأن التواصل بطريقة عدوانية من الأمور المقبولة بدلًا من تهذيبهم، ويولّد ذلك لديه شعورًا بكون الصراخ من الأشياء التي يجب فعلها لتوضيح وجهة نظره عند وجود نزاع أو مشكلة، كما أن الصراخ يفقد فعاليته مع مرور الوقت، ويظهر للطفل عدم قدرة الأبوين على السيطرة أيضًا.

شارك

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top