أسباب وعلاج الغيرة عند الأطفال

الغيرة عند الأطفال

ما هي الغيرة؟

تُعرّف الجمعية الأمريكية لعلم النفس الغيرة عند الأطفال بأنها ردّة الفعل الطبيعية الناتجة عن فُقدان العاطفة بشكلٍ فعليٍّ أو مُفترض، أو شعور الطفل بتهديد يؤدي إلى فقدانها، وهي تقوم بشكل أساسي على حب تملّك الطفل لأمه، ويفتقر هذا الشعور إلى الإحساس بالواقع؛ حيث إنه يُظهر حب تملّكه الحصري وغير المحدود لها وللعاطفة التي توفرها له. على الرغم من كون ارتباط الغيرة بعلاقة الطفل بالأم؛ إلّا إنّ العلاقات الأُخرى في حياته من المُمكن قد تتأثر بأعراض الغيرة أيضًا.

هل يوجد جانب إيجابي للغيرة عند الأطفال؟

يَذكر موقع baby center أن الجانب الإيجابي لغيرة الطفل هو أنه يطلب من خلاله اهتمام الأم؛ فعلى سبيل المثال في حال قامت الأم بحمل طفلٍ آخرٍ وإظهار الاهتمام واللعب معه؛ فمن الطبيعي أن يقوم الطفل بمحاولة جذب انتباه واهتمام الأم؛ حيث إنه في عمر الطفل الصغير لا يمكن له استيعاب مشاركة أمه مع غيره؛ لذا فإنه يجب على الأم تعليمه تقبُّل اهتمامها بأيّ طفلٍ آخر؛ ذلك من خلال إشراك طفلها في ذلك.

أسباب الغيرة عند الأطفال

وفقًا لموقع find my kids فإنه قبل التفكير بطريقة حل مشكلة الغيرة عند الأطفال يكون على الأهل معرفة سبب شعور الطفل بذلك؛ للتمكّن من حلِّها بالشكل الصحيح، وتتمثل أسباب الغيرة عند الأطفال فيما يلي:

  • تمركُّز الذات عند الطفل: غالبًا ما يعتبر الطفل نفسه بأنه أهم فرد في الأسرة؛ وبالتالي فهو يتوقع الحصول لوحده على كل الاهتمام والحب ممن هم حوله.
  • ردّ فعلٍ على الإهمال: يبدأ الطفل بالشعور بالغيرة عندما يقوم الأب والأم بتخصيص وقتٍ أكبرٍ للاهتمام بالأخ الأصغر أو لبعضهما؛ أيّ أنّ الاهتمام به يبدأ بالتناقص، وفي بعض الحالات قد ينشغل الوالدين عن احتياجات الطفل.
  • التعبير عن الحب: بشكل عام فإن الطفل يشهد نموًا في العديد من الجوانب؛ وعلى رأسها النمو العاطفي الذي ينشأ بمراحل متقدمة قليلًا من عمره؛ لذا فإنه من الصعب عليه التعبير عن مشاعر الحب للوالدين، خاصةً إذا لم يتم تعليمهم كيفية ذلك، وبالتالي فإن الغيرة تكون وسيلة لإظهار حبه.
  • القلق: عادةً ما يكون الأطفال أكثر حساسيّة تجاه ما يعيشونه؛ لذا فإنهم قد يشعرون بالقلق تجاه العديد من الأمور، ويساعد ذلك في ظهور الغيرة عند الأطفال.
  • الشعور بالعجز: يشعر الطفل في مراحل الطفولة المبكرة بصعوبة أو استحالة القيام بالأمور المختلفة في حياته بشكلٍ مستقلٍّ ودون الاستعانة بوالديه، وخاصةً للحماية من الأغراب ممّن حوله، وبالتالي فإنه يلجأ للغيرة كأمرٍ وقائي.

أعراض الغيرة عند الأطفال

يوجد مجموعةٌ من الأعراض التي من خلالها يمكن التحقّق من وجود الغيرة عند الأطفال؛ حيث إنه في حال ملاحظة واحدٍ أو أكثر منها؛ فإن على الأهل الانتباه بشكل أكبر للأطفال لعلاج هذه المشكلة قبل أن تتطور بصورة أكبر. ومن أهم أعراض الغيرة عند الأطفال وفقًا لما ذكره موقع find my kids:

  • يبدأ الطفل في حال وجود مولود جديد بإظهار تراجع في مهاراته؛ حيث إنه يصبح غير قادرًا أو مُتناسيًا لكافة المهارات التي اكتسبها؛ مثل ارتداء الملابس وغسل اليدين، ويبدأ بطلب المساعدة من الأم، كما قد يطلب ارتداء الحفاضة أو مرافقة الأم عند النوم.
  • يظهر على الطفل اضطرابات في النوم، بالإضافة إلى فقدان الشهية، وفي حال وجود أي مشكلة صحية لدى الطفل فإنها قد تظهر بصورة أكبر.
  • يُظهِر الطفل عدوانيةً تجاه الطفل الجديد، وفي حال كان مولودًا حديثًا فإنه يجب مراقبته بشكل دائم؛ حيث إنه من المُمكن أن يتعرض لخطر، ويوجد العديد من الحالات التي يقوم فيها الأطفال بإيذاء الإخوة الأصغر عن قصد.
  • يُصبح الطفل أكثر عدوانيةً لمن حوله، كما قد تظهر عليه أعراض الاكتئاب، ومن المُمكن أن يصبح مُشاغبًا أو مؤذيًا.

4 طرق تساعد في علاج الغيرة عند الأطفال

هنالك العديد من الطُرق التي يمكن للوالدين القيام بها؛ وذلك لدورها في المساعدة بـ علاج الغيرة عند الأطفال، ومن أهمها بناءً على ما ذكره الموقع الإلكتروني لكامبريدج مونتيسوري العالمية:

  • الاستماع للطفل: يجب ترك الطفل يُظهِر مشاعره بالحديث عنها والتعاطف معها وتجنّب نُصحِه بشكل مباشر، ويمكن بدلًا من ذلك أن يقوم الأب أو الأم بإخباره عن وقتٍ شَعرَ فيه بالغيرة من شخصٍ مُعيّن؛ ليُدرك أن هذا الشعور يمرُّ به الجميع.
  • مساعدة الطفل في تسمية المشاعر: يجب مساعدة الطفل في تصنيف مشاعره وتحديد سببها.
  • تعليم الطفل المشاركة: إن معظم الأطفال يحملون كراهيةً تجاه الأطفال الآخرين دون سبب؛ لذا فإنه يجب تعليم الطفل أهمية الاهتمام والمشاركة؛ حيث يساعد ذلك مع الوقت إزالة شعوره بعدم الأمان والاستمتاع مع الطفل الذي كان يشعر بالغيرة منه.
  • تجنّب المقارنة: يجب الابتعاد عن مُقارنة الطفل بآخر حتى وإن كان من إخوته؛ حيث إن ذلك يؤدي إلى ممارسات أسوأ.

كيفية علاج مشكلة الغيرة عند الأطفال في حال وجود مولود جديد

يوجد العديد من الممارسات التي ذكرها موقع very well family التي تساعد بدورها على حل مشكلة الغيرة عند الأطفال في حالة وجود مولود جديد في الأُسرة؛ من أهمّها:

    • تشجيعه على الاهتمام: يمكن تعليم الطفل طريقة الاهتمام بالمولود الجديد ومدحه عند القيام بذلك؛ حيث يساعد ذلك في تعليم الطفل التواصل جسديًّا مع المولود.
    • التعامل مع المواقف بشكل سريع: في حال قام الطفل بضرب أخيه أو التصرّف معه بسوء؛ فإنه يجب التصرّف معه بحَزم؛ ليُدرك أن التصرّف القاسي غير مسموح.
    • التركيز على الكلام: يجب أن يهتم الوالدين أيضًا بحديثهما مع الطفل؛ فعلى سبيل المثال يجب تجنّب طلب الهدوء منه بسبب نوم أخيه، أو عدم الخروج من المنزل لذات السبب، ويجب اختيار أسباب بديلة لذلك.
  • منح الحب بشكل أكبر: يجب تقديم قدرٍ أكبر من الحب للأطفال، سواءً من خلال الكلام، أو التصرفات مثل العناق أو اللعب؛ حيث إن الغيرة عند الأطفال يمكن تخفيفها بوقتٍ إضافي يتم منحه لهم.

كيفية التعامل مع الطفل الغيور والعنيد عند وجود إخوة

بشكل عام يرتبط عِناد الطفل بالغيرة، وتزداد هذه السلوكيّات لدى الطفل في حال وجود إخوة يحظون باهتمامٍ أكبرٍ منه وفقًا لوجهة نظره، وهنا تكمُن أهمية التعرّف على كيفية التعامل مع الطفل الغيور والعنيد، وهي تتمثل بمجموعة من الممارسات التي ذكرها موقع very well family، ومن أهمّها:

  • تجنّب لوم طفل واحد: في حال وجود شجارٍ ناتجٍ عن الغيرة وعلى الرغم من كون أحد الأطفال هو المُذنِب؛ إلّا إنّه يجب تجنّب لومه لوحده؛ حيث يجب لوم الطفل الآخر لأنه استجاب لهذا الشجار.
  • تجنّب المقارنة: يوجد بعض الأمور التي يظهر فيها العديد من الفروقات الفردية بين الأطفال؛ مثل اكتساب المهارات والمستوى الدراسي، ويرتبط بعضها بالعمر وبعضها الآخر بالإمكانيات الفردية، وهنا يجب تجنّب المقارنة بينهم، وتكون المقارنة للطفل بين قدراته السابقة والحالية.
  • تجنّب إطلاق الألقاب السلبية: يوجد العديد من الألقاب التي يمكن إطلاقها بشكلٍ عفويٍّ للطفل، وغالبًا ما يكون ذلك بقصد المزاح؛ إلّا إنّها غالبًا ما تكون لديه مشاعرٌ سلبيةٌ تؤدي إلى الغيرة؛ مثل قصير وسمين.

شارك

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top