تعرّف على صفات الطفل العنيد وكيف تتعامل معه

يواجه الكثير من الآباء والأمهات صعوبة كبيرة في التعامل مع الطفل العنيد، وقد يفقد الكثير من الأهل السيطرة على أعصابهم وهدوئهم أثناء تعاملهم مع الطفل العنيد. فالكثير من المشكلات السلوكية الشائعة التي تواجه الأمهات أثناء  التعامل مع الطفل العنيد تعد جزءاً من سماته الشخصية وطبيعته، حتى وإن بدت لك تصرفات ابنك غربية أو صعبة في بعض الأحيان.

وفي هذا المقال سنوضح لك بالتفصيل عن صفات الطفل العنيد، وسنساعدك من خلال خطوات بسيطة في التعامل مع طفلك إذا كان عنيداً، وستلاحظين كيف يمكنك من خلال أمور صغيرة احتواء طفلك العنيد وتقوية علاقتك به.

من هو الطفل العنيد؟

تعرفي على أبرز الصفات التي يمكن من خلالها معرفة الطفل العنيد من غيره من الأطفال، وهي على النحو الآتي:

1.عدم المرونة

الطفل العنيد غالباً ما يظهر تفكيراً صلباً وسلوكاً حاداً، فهو عادة إذا أراد شيئاً يصر على التمسك به مهما حاولتِ جعله يتراجع عن ذلك، ويقاوم أي تغيير لا يرغب به.

2.مقاومة السلطة والأوامر

عادة ما يرفض الطفل العنيد أي سلطة تمارَس عليه بما في ذلك سلطة الوالدين والمعلمين. ولا يستجيب للأوامر والقوانين التي توجهينها إليه مما يسبب حالة من الصراع الدائم بينك وبين طفلك.

3.العصبية وشدة الانفعال

عادة ما يكون لدى الطفل العنيد ردود عاطفية قوية عندما لا يحصل على ما يريد، وسرعان ما يؤدي ذلك إلى نوبات من الغضب والانفعالات أو العصبية.

4. يمتلك العزيمة

على الرغم من العديد من المشكلات التي قد تواجهينها إذا كان طفلك عنيداً، لكن عليك أن تعلمي أن الطفل العنيد عداة ما يتمتع بالعزيمة القوية التي تجعله قادراً على تحقيق أهدافه والإصرار حتى يحقق ما يريد.

إليك خطوات للتعامل مع الطفل العنيد

بداية تذكري أنه فهمك لسمات الطفل العنيد وتعلمك لاستراتيجيات فعالة يمكن أن يساعدك في تجاوز المشكلة بشكل كبير. وإليك أهم الأمور التي يمكنك اتباعها في تعاملك مع طفلك العنيد:

ابق هادئة

من الضروري عند تعاملك مع الطفل العنيد أن تحافظي على ثباتك هدوئك واتزانك، وذلك على الرغم من ردود فعله الحادة التي يمكن أن تزيد مع تصاعد الموقف. وقد يحاول طفلك استفزازك بسلوكه خلال الموقف، ولكن مع ذلك حاولي المحافظة على هدوئك وعدم علو صوتك مهما اشتد الوضع.

ضعي حدود واضحة في التعامل

من المهم أن تقومي بتحديد مجموعة من القوانين مع طفلك، ولا تسمحي له باختراقها وافرضي عليه بعض العقوبات الصغيرة إذا تجاوزها. ومن هذه القواعد مثلاً: لا تسمحي له الصراخ أو تجاوز حدوده في التعامل معك، أو أن يقوم بالتكسير كي يحصل على ما يريد، ولا تستجيبي له إذا فعل هذه السلوكيات.

قدمي له الخيارات واسمحي له أن يختار منها

من الطرق الفعالة في التعامل مع الطفل العنيد أن تمنحيه إحساساً بالتحكم من خلال تقديم خيارات مناسبة لك وله. وذلك على سبيل المثال، بدلاً من أن تطلبي منه أن يرتدي ملابس معينة، اسأليه إذا كان يرغب في ارتداء القميص الأحمر أو الأزرق. وتذكري أن ذلك يمكن أن يقلل تأزم بعض المواقف لا سيما المواقف الصغيرة التي لا تستحق الشجار.

استمعي له باهتمام وتعاطفي معه

حاولي الاستماع لطفلك وفهم وجهة نظره وبماذا يفكر، وحاولي أن تفهمي منه لماذا تصرف بهذه الطريقة. في كثير من الأحيان يكون العناد وسيلة طفلك للتعبير عن مشاعره أو رغبة منه في الحصول على الاهتمام.

امدحي طفلك وشجعيه

من المهم أن تقومي بمدح طفلك وتشجيعه ومكافأته عندما يظهر سلوكاً جيداً أو مرونة أو تعاوناً. وتذكري أن التعزيز الإيجابي للطفل يساعد على تحفيزه لاتخاذ خيارات أفضل، وكذلك يجعله أكثر هدوئاً واستقراراً وصحة نفسية.

شاركي طفلك بإيجاد حلول للمشكلات

قومي بإشراك طفلك في إيجاد في حل المشكلات التي تواجهك معه، وناقشي معه في محاولة لوضع حلول للمشكلات التي تواجهكم. وتذكري أن تشجيعه على تقديم حلول مناسبة لك وله يقلل من التصادم والصراعات، وكذلك يمنحه شعوراً بالمسؤولية والأهمية والسلطة.

كوني صبورة

عزيزتي الأم تذكري أن غرس أي قيمة تربوية تحتاج منك التحلي بالهدوء والصبر لفترة من الزمن، وتتطلب منك وضع خطوات عملية مدروسة ومناسبة للتعامل مع طفلك حتى يبدأ بالاستجابة والتغير مع مرور الوقت. وحافظي على علاقة طيبة مع طفلك وادعميه بمزيد من الحب والحنان والاحتواء حتى يتجاوب معك.

اطلبي المساعدة من مساعدة احترافية

إذا كان العناد عند طفلك يسبب مشاكل كبيرة في المنزل أو المدرسة، ولم تتمكني من تجاوز هذه المشكلات، من الضروري أن تتواصلي مع مستشار مختص أو استشاري نفسي يساعدك في تجاوز هذه المرحلة بطريقة صحيحة لا تترك أثراً سلبياً على طفلك أو علاقتك معه.

وأخيراً، تذكري أن الأطفال شخصيات متعددة وكثيرة، وأن أسلوب التربية التي تنفع مع هذا الطفل لا تنفع مع غيره، واعلمي أن كل ما تعانيه اليوم من مشكلات في تربية طفلك هي أمر طبيعي، وأن كل هذه المشكلات التي تعانين منها اليوم ستختفي في فترة قصيرة. ولكن كل ما عليك هو أن تتعلمي الطريقة الصحيحة للتعامل مع طفلك العنيد، كي ترتاحي أنت ويرتاح طفلك، ويشعر بالسكينة والراحة والاستقرار والهدوء.