تأخر النمو عند الأطفال.. هل هو مشكلة جسدية فقط؟

من الطبيعيّ أن تشعروا بقلق على طفلكم إذا ما شعرتم أنه بطيء النمو بعض الشيء، أو غير قادر على تطوير مهارات جديدة، إذا ما قارنتم نموّه بنموّ أخيه أو أخته من قبله، هذا لا يعني بالطّبع مقارنته بأي طفل آخر مهما كان، إنما عليكم أن تتعلّموا أكثر حول مفهوم تأخر النمو عند الأطفال، علاماته، أسبابه، وكيفية التعامل والتعايش معه في مرحلة متقدّمة.

ماذا نعني بتأخر النمو عند الأطفال؟

هو حالة تؤدي إلى تأخر النمو عند الأطفال وتنعكس على التطور الطبيعي لمهاراتهم الجسدية والعاطفية والاجتماعية والتواصلية بالإضافة إلى مهارات التفكير والاستجابة، وتظهر هذه الحالة على تصرفاتهم وأفكارهم وتواصلهم مع الآخرين، ومن أمثلتها: صعوبات التعلم والشلل الدماغي والإعاقة الذهنية.

ومن المهم أن تعرفوا خلال تعاملكم مع طفلكم الذي تعتقدون أنه يعاني من تأخر في النمو، أن هذه الحالة غير واضحة، فقد تكون قصيرة أو طويلة الأمد، حسب التشخيص وطبيعة التأخر والتدخل المبكر وفاعلية منظومة الدعم وغيرها.

علامات تأخر النمو عند الأطفال: التطور البطيء!

لا يجب عليكم القلق من نمو أطفالكم في الأشهر الأولى، لأن الأطفال يتطورون بسرعات مختلفة، وهذا طبيعي للغاية، لكن إذا شعرتم على مدار عدة أشهر أن طفلكم بطيء فعلًا في استجابته وتطوره الجسدي أو الحركي أو الاجتماعي أو اللغوي ودون معدل نمو الأطفال الآخرين في نفس عمره، فمن المحتمل في هذه الحالة أنه يعاني من تأخر في النمو.

وهنا، عليكم تشخيص حالته، فقد تكون هنالك علامات أخرى تدلل على حالة خاصة أو أن لديه إعاقة أو أنه مصاب بالتوحد أو غيرها من الاحتياجات التي تؤدي إلى تأخر النمو، لذا فإن التدخل المبكر مهم جدًا، وسيحدث فرقًا في حالته.

من المحتمل أن تكون هذه العلامات صحيحة، لكن لا أحد يمكنه الجزم بحالة الطفل إلا بعد الفحص الدقيق، لهذا ننصحكم دائمًا بالتوجه إلى مختص أو طبيب لفحص حالة أطفالكم.

ما الذي يركز عليه التدخل المبكر في حالة تأخر النمو عند الأطفال؟

يركز التدخل المبكر في حالة تأخر النمو عند الأطفال على منظومة الدعم والتعليم والعلاج بمختلف أنواعه وأساليبه لمساعدة الأطفال على تطوير المهارات التي يحتاجون إليها، وتحفيزهم إليها، بمساعدة اختصاصيّين كما أن دوركم كأمهات في المنزل مهم جدًّا لتأهيل أطفالكم وتشجيعهم، لكن في بعض الأحيان تقل حاجتهم إلى دعمكم مع تقدمهم في العمر لأنهم سيكونون في حال أفضل وقادرين على النمو بشكل طبيعيّ.

تختلف احتياجات طفلكم في مرحلة التدخل المبكر، تعالوا نتعرّف عليها معًا:

• النمو البدني – ويتعلّق بأجساد الأطفال ونموّ أدمغتهم.
• التطور المعرفي – ويتعلّق تفكير الأطفال ومدى قدرتهم على التعلّم.
• التطور السلوكي – ويتعلّق بسلوك الأطفال وتأثُّره بالتطور الجسدي والمعرفي.
• التطور الاجتماعي والعاطفي – ويتعلّق بقدرة الأطفال على تكوين العلاقات والتعامل مع المشاعر والعواطف ومشاركتها.

أسباب تأخر النمو عند الأطفال؟

تذكّروا، أن هنالك الكثير من العوامل التي تتسبّب في تأخر النمو عند الأطفال، وهي على كثرتها، إلا أنه عليكم أن تراعوا خصوصية أطفالكم، وترعوهم رعايةً حقيقيّةً لتتلاشى هذه الأسباب، ويرجع نمو أطفالكم إلى النمو الطبيعي، أما عن أسباب تأخر النمو، أذكر لكم بعضها:

• حالات وراثية، مثل: متلازمة داون.
• مضاعفات أثناء الحمل والولادة، مثل: الولادة المبكرة أو متلازمة الكحول الجنينية.
• الأمراض الجسدية.
• التوتر الأسري.

ربما سيكون صادمًا لكم أنه في كثير من الحالات لا يمكنكم معرفة سبب تأخر نمو أطفالكم، لهذا عليكم أن تفهموهم وتوفروا لهم البيئة والاهتمام اللازم ليتجاوزوا هذه المرحلة.

لماذا عليكم التعايش مع تأخر النمو عند الأطفال؟

قد تستمر مرحلة تأخر النمو عند أطفالكم إلى وقت طويل، لهذا فإن التعايش مع هذه المرحلة مهم جدًا لمساعدة طفلكم على المضي قدمًا، حيث يكمن التحدي في تهيئة الظروف لمساعدته على تطوير مهارات جديدة، والتعلم بطرق خاصة تناسبه هو، وتجعله أسرع في التعلم والاستجابة.

الأمر المختلف هو أن أطفالكم يحتاجون وقتًا أطول في التعلم مقارنة بمعظم الأطفال، ولهذا فإنه من الضروري أن تطوروا مهاراتكم أنتم أيضًا لتنعكس على أطفالكم وتدفعهم إلى اللحاق بأمثالهم من الأطفال في عجلة النمو، كل ما عليكم فعله هو الاحتضان والتعايش مع الكثير من الحب والاهتمام والتوجيه.

هل يعاني طفلكم من التأخر في النمو؟ لا داعي للقلق، كل ما عليكم فعله هو الفحص عند متخصص تثقون به، وتأكدوا دائمًا أن أطفالنا مميزون ولديهم جانب مشرق ومفعم بالطاقة والحياة، حتى لو كانوا يمرّون بصعوبات وتحدّيات، هذا شيء طبيعي لا يقلل من طبيعتهم ولا تميّزهم.