7 نصائح مهمة في تطوير الذكاء العاطفي لدى الطفل

الذكاء العاطفي لدى الطفل أو النمو العاطفي للطفل هو جزء أساسي من تطور شخصيته ونضجه، ويمر الأطفال خلال نشأتهم بتجارب مختلفة تسهم في بناء قدرتهم على فهم مشاعرهم والتعبير عنها. ويتطور هذا الجانب لدى الطفل بشكل ملحوظ خلال سنواته الأولى بشكل أساسي.

وهذا المقال سوف يتم الحديث عن مفهوم الذكاء العاطفي لدى الطفل أو الذكاء الانفعالي للطفل، وأهم النصائح التي يمكن من خلالها تطويره لدى الطفل.

ما المقصود بالذكاء  العاطفي؟

يُعرَف أيضاً أنه النمو الانفعالي لدى الطفل ببساطة هو عملية تطور القدرة على تعبير الطفل عن مشاعره وعواطفه واحتياجاته وتجاربه، والقدرة على تفاعله مع العالم والبيئة المحيطة من حوله بشكل إيجابي وفاعل.

يشمل النمو الانفعالي لدى الطفل على تطوير مجموعة متنوعة من المشاعر والمهارات الاجتماعية، مثل فهم المشاعر الخاصة به والمشاعر الخاصة بالآخرين، وإمكانية التعبير عنها بشكل صحيح، والتعامل مع الضغوط العاطفية التي يمر بها، والحالة النفسية المتغيرة التي يشعر فيها.

ولا بد من الإشارة إلى أن الذكاء العاطفي لدى الطفل أو النمو الانفعالي للطفل يحدث بمرور الوقت ومع التجارب الحياتية التي يتعرّض لها بشكل متراكم، وهو جزء أساسي من عملية تطور شخصية الفرد والنمو الاجتماعي لديه والعاطفي كذلك.

ولمعرفة المزيد عن النمو العاطفي عند الأطفال يمكنك قراءة المقال الآتي: “مراحل النمو العاطفي عند الطفل“.

كيف يمكن تعزيز الذكاء العاطفي لدى الطفل؟

تنمية النمو الانفعالي للطفل يتطلب الاهتمام والتفهم من قبل الأهل والمربين. وهذه أهم الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز الذكاء العاطفي لدى الطفل:

التواصل الجيد مع الطفل

التواصل المفتوح مع الطفل والاستماع بعناية لأفكاره ومشاعره واحتياجاته، والتحدث معه بشكل فعّال يساعده على التعبير عما يشعر به دون أن يشعر بالحكم أو الانتقاد، وينمي الذكاء العاطفي لدى الطفل بشكل كبير. وهو من أهم الاستراتيجيات التي يجب اتباعها مع الطفل على اختلاف عمره ومقدار وعيه.

تقديم الدعم اللازم للطفل

من الضروري جداً أن يتم تقديم الدعم اللازم للطفل في كل ما يحتاج له في حياته، وخصوصاً تجاربه الجديدة والتحدث معه عن مشاعره حيال ذلك وجعله يتحدث بحرية عن مشاعره. وعندما يمر الطفل بصعوبات أو تحديات معينة لا بد من تقديم الدعم العاطفي الذي يحتاجه والمشورة إذا كان ذلك مناسباً.

تعليم الطفل تقنيات التحكم في الغضب

من المهم أن يقوم الوالدين بمساعدة الطفل على تعلم كيفية التعامل مع مشاعر الغضب أو الاستياء أو الإحباط أو الحزن أو الفشل الذي يشعر به بشكل بناء وإيجابي، وطمأنة الطفل وتذكيره أن هذا الشعور أمر طبيعي وأنه سيمر مع الوقت.

تعليم الطفل قيمة التعاطف والرحمة

من المهم أن يتم تعليم الطفل كيف يظهر التعاطف تجاه الآخرين وكيف يفهم مشاعرهم، وكيف يبحث عن طرق لمساعدتهم، فالتعاطف والرحمة من أهم القيم التي يجب تغذيتها بالطفل منذ صغره، واللتان تساعدانه بشكل كبير في تطوير مهارات الذكاء العاطفي لديه. ومن الممكن الاستعانة ببعض القصص أو الأمثلة الحياتية لشرح هذه المفاهيم للطفل.

تشجيع الطفل على طرق التعبير الفني 

الرسم، والكتابة، والتلوين، والنحت، والتصوير، والزخرفة، والغناء، والرقص، واللعب بالدمى هي وسائل تساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بشكل إبداعي، ومن خلالها قد يتمكن الطفل من ترجمة المشاعر التي لا يستطيع التعبير عنها أو لا يعرف كيف يعبر عنها.

إنشاء بيئة آمنة للطفل

من المهم جداً للنمو العاطفي للطفل أن يتم توفير بيئة صحية للطفل يشعر فيها بالراحة والأمان، والاستقرار والحب والحنان، لأن ذلك يساعده على تعزيز نموه العاطفي والانفعالي. ولا بد من التذكير بأن الطفل الذي ينشأ في بيئة غير صحية ومليئة بالنزاع أو الصراع أو الكراهية يؤثر ذلك بشكل سلبي في صحته النفسية والعاطفية والجسدية أيضاً، وقد يعرّضه لصدمات يبقى تأثيرها عليه لسنوات طويلة.

توفير نموذج قدوة حسنة للطفل

القدوة الجيدة والنموذج الجيد الذي يعبر عن مشاعره بشكل متزن وواضح، والذي يظهر تعاطفه مع الآخرين أمر في غاية الضرورة لنمو عاطفي سليم للطفل. وهنا لا بد من التذكير بأن الطفل يكتسب سلوكه مما يراه حوله بصورة كبيرة، وغالباً فإنّ الطفل يقلّد ما يراه من والديه لذا يجب أن نقدّم للطفل قدوة حسنة يقتدي بها.

وبشكل عام، الذكاء العاطفي لدى الطفل يساهم في تطوير شخصيته وتكوين أسس صحية لحياة اجتماعية وعاطفية مستقرة وموفقة في المستقبل. وتنميته من الأمور المهمة التي يجب أن يعمل الأهل على تنميتها عند طفلهم، والتي تحتاج من الأهل الاستمرارية والصبر، واتباع الأسس الصحيحة لتطوير قدراتهم العاطفية والاجتماعية.