كيف أتعامل مع ابني المراهق؟ خطوات التعامل مع الابن المراهق

الكثير من المشكلات السلوكية الشائعة التي يجدها الآباء صعبة عند أبنائهم تعد جزءًا أساسي من مرحلة البلوغ والنمو عند الأبناء، فتستصعب عليهم خطوات التعامل مع الابن المراهق، حيث إن ارتفاع الهرمونات، جنبًا إلى جنب مع تغيرات الجسم، وسعي الابن في هذه المرحلة لبناء هوية له، وشعوره المتزايد بالرغبة الاستقلال، كلها أمور تؤدي إلى أن تكون تصرفات ابنك غريبة أو صعبة في بعض الأحيان.

كل تلك الأسباب هي أسباب معقولة لتجعل ابنك المراهق يتصرف بطريقة غير لائقة معك، ولكنها لا تبرر له أو لا تعطيه الحق الكامل في التعامل معك ومع غيرك كيفما شاء، لذا يجب وضع حدود لسلوك المراهق والتعامل معه بطريقة تعمل على تهدئته وعدم تفاقم الأمور.

ما هي طرق التعامل مع الابن المراهق؟

قد يكون تعلمكِ لاستراتيجيات وطرق التعامل مع الابن المراهق خطوات واضحة في تسهيل تعاملك معه، وفي تهدئة تصرفاته وجعله أكثر استجابة لك، وفيما يأتي أبرز طرق التعامل مع الابن المراهق:

انصحيه فقط إذا كان منفتحًا في التعامل معكِ

أعلم أنه صعب عليكِ أن تري ابنك المراهق يمر بمشكلة ما فتتوقفين بلا مساعدة أو نصيحة، لكن اعلمي أنه لا يجوز أن تحاول تقديم النصيحة لابنك إلا إذا كان في حال هادئ يجعله يستمع لكِ، وقتها يمكن لكِ أن تقدمي له المساعدة أو تنصحينه بما ترينه مناسبًا.

إن ابنك المراهق بصدد الكشف عن هويته الفريدة، وتطير نفسه والتعلم من أخطائه، لذلك دعيه يجرب بعض الأمور لوحده ليتعلم منها، وقدمي له النصيحة بشأن ما ترينه صوابًا أو خطئًا إذا كان هادئًا ومستمعًا لكِ.

إضافة إلى ذلك، ينبغي عليكِ ألا تفرضي آرائك عليه فرضًا، حتى لو كنتِ تعلمين ما هو الأفضل له، لكن احرصي على جعله يجرب لوحده، ليكون أكثر ميلًا لك، واستماعًا لأفكارك ونصائحك، ودعيه يشعر أنك تتحدثين معه ولا تلقين له محاضرة، وهذه من أهم النصائح أثناء التعامل مع الابن المراهق.

امنحيه بعض الاستقلالية 

أعلم أنك ما زلتِ ترين ابنك طفلًا حتى بعد أن وصل مرحلة المراهقة، فتظلي تتذكرين ابنك وهو طفل متعلق بكِ ولا يريد أن يذهب إلى مكان إلا وأنتِ معه، لكن ذلك الوقت قد مضى، واليوم ابنك مراهق يشعر كثيرًا بأن حياته مقيدة، وليست تحت سيطرته، لذلك احرصي على منح ابنط بعض الاستقلالية التي تمكنه من بناء هويته، وتكوين صداقات غير ضارة.

إن شعور المراهق بالتقييد غالبًا ما يؤدي إلى سلوكيات سيئة ومحفوفة بالمخاطر، لذلك امنحيه الاستقلالية كلما استطعت، خاصة في الأمور التي لا تؤدي في النهاية إلى قرارات خطيرة أو سيئة، فالمراهق عادة ما يحب أن تكون الكلمة الأخيرة أو القرار الأخير له.

علميه استراتيجيات التكيف

قد يكون من المفيد إعداد قائمة لابنك مكتوب فيها استراتيجيات التنظيم العاطفي والتكيف، لتساعد ابنك على ضبط انفعالاته وجعله مستوعبًا لقراراتك وآرائك حوله، وتشمل الاستراتيجيات الشائعة والمستخدمة ما يلي: 

• الذهاب للنزهة أو الجري.
• سماع الأغاني التي يحبها.
• الكتابة أو الرسم.
• التواصل مع صديق يحبه.

إذا تمكن ابنك المراهق من تعلم طرق تهدئة أنفسهم في الوقت الحالي، فهو بذلك قد تجاوز خطوة كبيرة تمكنكِ من التعامل معه بشكل أسهل، ويمكنه بعد ذلك مناقشة ضغوطه وعواطفه مباشرة معك بدلاً من إخراجها عليك.

كوني صبورة 

إذا كنتِ تحاولين غرس قيم معينة في ابنك، قد يتجاهلها ويدير ظهره عنك فيثير غضبك، لكن اعلمي أنه يتوجب عليك أن تكوني صبورة، فلا تحبطي منه، ولا تجادليه بحدة فيصبح أكثر عنادًا، الحل هو أن توضحي له وجهة نظرك بهدوء تجاه الأمور التي يفعلها، وتخبرينه بأنك لن تتسامحي مع هذه الأفعال، ثم امنحيه بعض الوقت ليتمكن من مراجعة نفسه.

عليك أن تتحلي بالصبر والهدوء أثنائ التعامل مع الابن المراهق، ولكن في الأثناء، يجب أن لا تتجاهلي سلوكياته أو أفعاله السلبية، ولا تتوقفي عن الحديث معه بأسلوب مستوعب لحساسية هذه المرحلة. 

أخيرًا، تأكدي من أن المشاكل التي تواجهينها في التعامل مع الابن المراهق كلها في الغالب قابلة للحل في غضون مدة، لذا لا تحزني واحرصي على أن تتعاملي ابنك بطريقة تضمن بقاؤه بصحة نفسية جيدة.

كوني أكثر استياعبًا لحساسية مرحلة المراهقة التي يمر فيها ابنك، واسعي بكل ما فيك ليتجاوز ابنك هذه المرحلة وهو محب لك، ومتقبل لآرائك وأفكارك.