كيف تجمع الأم بين الرضاعة والصيام؟

الرضاعة في رمضان

الرضاعة الطبيعية والصيام

مع حلول شهر رمضان المبارك تزداد الأسئلة حول الرضاعة والصيام وما إذا كان الصيام يؤثر على صحة الأم المُرضع، أو على إدرار الحليب لديها ممّا يؤثر بالتالي على صحة الرضيع، ويمكن القول بأنه لا يوجد أيُّ مشاكلٍ في صيام الأم المُرضع في حالة لم تكن تعاني من أيّ مرضٍ مُزمن أو مشاكل صحية، وتتناول خلال فترة الإفطار كمية كافية من الطعام والسوائل الصحيّة؛ لتلبية كافة احتياجاتها واحتياجات طفلها من العناصر الغذائية، كما لا يوجد أيُّ مشاكلٍ في حالة كان الرضيع أكبر من ستة أشهر، خاصةً إذا كان يعتمد على الرضاعة الطبيعية بشكل جزئي في غذائه.

أهمية التغذية السليمة خلال فترة الرضاعة

تكمن أهمية التغذية الصحية السليمة خلال فترة الرضاعة في حاجة الأم إلى بذل طاقة لإنتاج الحليب، الأمر الذي يجب على المرأة الحرص عليه خلال هذه الفترة، وتزداد أهمية ذلك خلال الصيام لقلّة الساعات التي يمكنها تناول الطعام والشراب فيها؛ حيث يؤثر الطعام على الحليب الذي يتناوله الطفل؛ أيّ أنه عندما تستهلك الأم غذاءً متوازناً يحتوي على كافة العناصر الغذائيّة اللازمة فإن فائدة ذلك تعود عليها وعلى طفلها.

تزداد كمية السعرات الحرارية التي تحتاجها المُرضع عن أيّ امرأة أُخرى بمقدار 500 سعر حراري لمدّة سنة بعد الولادة، كما تحتاج الأم التي تُرضع توأمين إلى 1000 سعرٍ حراري إضافية يوميّاً، الأمر الذي يجب أن تحتاط به الأم عند الجمع ما بين الرضاعة الطبيعية والصيام.

ماذا تفعل الأم كي تجمع بين الرضاعة والصيام؟

يعد السؤال الأساسي الذي تسأله كلُّ أُم مُرضع؛ ماذا تفعل كي تستطيع الجمع ما بين الرضاعة والصيام، وتعد النقطة الأساسيّة في ذلك هي الاستمرار في الرضاعة الطبيعية كُلّما طلب الطفل، وعدم تجنّب ذلك أو محاولة تخفيفه؛ إذ إنّ الجسم يمتلك القدرة اللازمة على التكيّف مع الظروف الجديدة خلال شهر رمضان، كما أن تكرار الرضاعة يعمل على تنشيط هرمونات الرضاعة، التي تعمل بدورها على استمرار إدرار الحليب؛ وبالتالي إنتاج قَدرٍ كافٍ خلال فترة الصيام.

يجب على الأم خلال ساعات المساء الإكثار من شرب السوائل وخاصةً الماء؛ حيث يعمل الماء على استمرار إدرار الحليب، كما أنه يُقاوم الجفاف، بالإضافة إلى ذلك فإن عليها تجنّب الأطعمة التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من السُكّر والمحليّات، أو الأطعمة شديدة الملوحة وعالية الدهون، كذلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصبغة؛ ذلك لأن الجسم يستهلك نسبةً كبيرةً من الماء ليتخلّص من الدهون الزائدة والأملاح.

هل الصيام يؤثر على الرضاعة الطبيعية؟

بحسب دراسة  أجرتها المكتبة الوطنية للطب التابعة لمعاهد الصحة الأمريكية؛ فقد تبيّن أن الصيام لا يُقلّل من إدرار الحليب؛ حيث يبذل الجسم كافة جهده لإنتاج الحليب حتى لو كانت الأم تتناول مقداراً قليلاً من السعرات الحراريّة، كما أثبتت ذات الدراسة أيضاً أن جودة حليب الأم تتناسب بشكلٍ كبيرٍ مع نظامها الغذائي؛ ففي حالة تناولت الأم سعرات حراريّة أقل؛ فإن ذلك يعني أنها حصلت على نسبة أقل من الفيتامينات والمعادن وبالتالي فإنها تنتج حليباً مُغذيّاً بنسبة أقل.

يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الرضاعة تتطلب من الأم مجهوداً بدنيّاً، وأن إمداد الجسم بالسعرات الحرارية اللازمة يضمن لها الحصول على الطاقة اللازمة لأداء أفضل ما لديها، وعدم حصولها على هذه السعرات قد يؤدي إلى الشعور بالخمول؛ ممّا يمنعها من العناية بالرضيع بالشكل اللازم.

الفرق بين حليب الأم الصائمة وغير الصائمة

يوجد بعض الفروق الواضحة في حليب الأم عند الجمع ما بين الرضاعة والصيام، وبين حليب الأم قبل الصيام، وينبغي التنويه إلى أنه لم يظهر أيُّ فرقٍ في دهون الحليب خلال أيام الصيام والأيام الأُخرى، وتتمثّل الفروقات فيما يلي:

  • انخفاض مستوى كلٍّ من بروتين الفيرّيتين وسكر اللاكتوز والفسفور خلال فترة الصيام مقارنةً بالأيام الأُخرى.
  • ارتفاع نسبة الكالسيوم والبروتين خلال فترة الصيام.

6 نصائح للأم المُرضعة في رمضان

للجمع ما بين الرضاعة والصيام فإنه يوجد مجموعة من النصائح التي ينبغي على الأم الالتزام بها قدر المستطاع، ومن أهمها:

  • استشارة الطبيب في وقتٍ مبكّر والتأكّد من أن صحة الأم المُرضع تمكّنها من الصيام.
  • الحفاظ على الرطوبة، ويعد ذلك من الأمور الهامّة للأم المرضع ولكافة الصائمين أيضاً؛ إلّا إنّ المُرضع عليها شرب كميّة أكبر من السوائل في فترة الإفطار.
  • الابتعاد عن الأنشطة أو التمارين الشاقّة خلال ساعات الصيام.
  • الاستراحة عند الشعور بالتعب، وفي حالة الإحساس بالدوار أو الضعف فإنه يُفضّل أن تأكل وأن لا تُكمِل صيامها.
  • القيام بالأعمال المنزلية التي تحتاج إلى طاقة إضافية قبل الصيام.
  • كتابة برنامج غذائي بشكل شخصي أو بالاستعانة بمُختصّ تغذية؛ للتحقّق من تناول وشرب ما يلزم كمّاً ونوعاً.

متى يجب أن تقطع الأم صيامها؟

على الرغم من إمكانية الجمع ما بين الرضاعة والصيام؛ إلّا إنّه يوجد بعض الأمور التي إذا تعرّضت لها الأم فإن عليها التوقّف عن الصيام والإفطار، وهي:

  • انخفاض كميّة الحليب بشكل كبير.
  • شعور الأم بصداع شديد، أو زغللة في العيون.
  • هبوط الضغط بشكل كبير والشعور بإجهاد عام.
  • انخفاض في سكر الدم والإحساس بالدوخة.
  • ظهور أيّ عارضٍ صحي غير طبيعي.

أهم النصائح عند تناول الإفطار للمُرضع

للحفاظ على صحة الأم وقدرتها على الرضاعة والصيام في وقتٍ واحدٍ؛ فإن هناك مجموعةً من النصائح التي ينبغي عليها الالتزام بها عند تناول وجبة الإفطار، ومن أهمها:

  • تناول وجبة غذاء متوازنة تحتوي على كافة احتياجات الجسم من الفيتامينات والمعادن.
  • الاستعجال بالإفطار والبدء بكوبٍ من الماء مع ثلاث تمرات أو استبدال الماء بكوبٍ من اللبن، ويمكن تناول حبة فاكهة.
  • تناول كوب من الحساء قبل البدء بالطبق الرئيسي لتهيئة المعدة لاستقبال الطعام.
  • شرب كمية تتراوح ما بين 2-3 لتر من السوائل.
  • تناول وجبتين أو ثلاث وجبات صغيرة في الفترة ما بين الإفطار إلى السحور؛ ومن الأمثلة عليها: حفنة مكسرات صحيّة، عصير فواكه طبيعي، سلطة فواكه، الحليب بالفواكه، الشوفان مع الحليب وقطع الفواكه.
  • الابتعاد عن المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • تجنّب الأطعمة المقلية والأغذية المالحة والمخللات.
  • تناول المكمّلات الغذائية.

نصائح عند تناول السحور للمُرضع

لتتمكّن الأم المُرضع من الصيام بشكل جيّد فإن هناك مجموعةً من النصائح الخاصة بالسحور، التي يجب عليها الالتزام بها، ومنها:

  • تأخير تناول السحور إلى وقتٍ قريبٍ من أذان الفجر.
  • الابتعاد عن المشروبات الغنيّة بالكافيين في وجبة السحور واستبدالها بالعصائر الطبيعيّة.
  • تناول قدرٍ جيّدٍ من الكربوهيدرات المعقّدة في وجبة السحور؛ حيث إنها تقوم بتزويد الجسم بالطاقة اللازمة خلال فترة الصيام؛ ومن الأمثلة عليها الحبوب الكاملة والخبز الأسمر.
  • تناول قدرٍ كافٍ من البروتين؛ حيث إنه يعمل على تأخير الشعور بالجوع؛ مثل: البيض، البقوليّات ومشتقات الحليب والألبان.
  • الحرص على تناول الخضروات والفواكه والأغذية الغنيّة الألياف؛ إذ إنها تحمي الأم من التعرض للإمساك في رمضان، كما أنها توفر للجسم قدراً كبيراً من المعادن.
  • الابتعاد عن تناول الوجبات السريعة أو الأطعمة التي تحتوي على قدرٍ كبيرٍ من الدهون، كذلك الحلويات التي تتكوّن من قدرٍ كبيرٍ من السُكريّات؛ حيث إنها تزيد الشعور بالجوع والعطش.
  • تناول مقدارٍ من الأطعمة التي تعمل على تحفيز إدرار الحليب؛ مثل الحلبة والشوفان.

شارك

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top