كيف يمكن علاج فرط الحركة عند الأطفال؟

فرط الحركة

اضطراب فرط الحركة عند الأطفال

قبل البحث عن علاج فرط الحركة عند الأطفال؛ فإنه يجب التعرّف على معنى هذا المصطلح، وبناءً على ما ذكره موقع مايو كلينيك فإنه عبارة عن اضطراب يجمع ما بين نقص الانتباه مع فرط الحركة أو النشاط، ويُطلق عليه اسم (Attention Deficit Hyperactivity Disorder) ويتم اختصاره بالرمز ADHD، ويتضمّن ذلك نقص الانتباه مع فرط في النشاط بالإضافة إلى مجموعة من المشاكل الأُخرى.

أهم مشاكل مصابي فرط الحركة عند الأطفال

يذكر موقع مايو كلينيك أن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يواجهون مشاكل في الثقة بالنفس، فضلاً عن العلاقات الاجتماعية المضطربة وضعف الأداء في المدرسة، وتقلّ هذه الأعراض أحياناً مع العمر، لكن بشكل عام فإن العلاج، سواءً كان الدوائي أو العلاج السلوكي، فإنه يساعد في تعلّم استراتيجيّات تمكّنهم من التفاعل مع الحياة بشكلٍ صحيحٍ وضبط تصرفاتهم.

أنواع فرط الحركة عند الأطفال

لتحديد علاج فرط الحركة عند الأطفال المناسب فإنه يجب معرفة النوع الذي يعاني منه الطفل، ووفقاً لما ذكره موقع هيلث لاين فإن أنواع فرط الحركة عند الأطفال تتلخص فيما يلي:

  • تشتت الانتباه: يواجه الأطفال صعوبةً في الانتباه والتركيز والاستماع إلى التعليمات، سواءً في المنزل أو المدرسة، وصعوبة في إنهاء المهام التي توكل إليهم.
  • النشاط المُفرط: يعد هذا النوع هو الأبرز؛ حيث يمتلك الأطفال سلوكاً نشطاً واندفاعيّاً بشكلٍ مُفرطٍ، كما يقاطعون الآخرين خلال الحديث، ولا يمتلكون الصبر الكافي لانتظار دورهم.
  • الجمع بين تشتت الانتباه وفرط النشاط: تُصنّف سلوكيّاتهم بأنها غامضة بعض الشيء؛ حيث إنهم يجمعون ما بين عدم القدرة على الانتباه والتركيز مع النشاط المُفرط الاندفاعي، ويشمل ذلك عدم القدرة على التركيز والاندفاع ومستوى عالٍ من الطاقة والنشاط، ويعد هذا النوع هو الأكثر شيوعاً من بين أنواع فرط الحركة عند الأطفال.

ما هي أسباب فرط الحركة عند الأطفال؟

لم يتم تحديد أسباب فرط الحركة عند الأطفال بشكل دقيق؛ إلّا إنّه ونقلاً عن موقع ستانفورد تشلدرنز هيلث فإن هذه المشكلة تعود إلى الدماغ؛ حيث يمتلك الأطفال المُصابين بفرط الحركة نسبةً قليلةً من مادة الدوبامين الموجودة في الدماغ، وبالتالي فإن التمثيل الغذائي للدماغ لديهم يكون أقل في أجزاء الدماغ التي تتحكّم في الانتباه والحركة، ونقلاً عن موقع مايو كلينيك فإنه يوجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة الطفل بفرط الحركة، ومنها:

  • الوراثة: في حالة كان أحد الأبوين أو الأشقاء مُصاباً بفرط الحركة ونقص الانتباه، أو أيّ اضطراب في الصحة العقليّة فإن ذلك يزيد من احتمالية إصابة الطفل به.
  • التعرض للسموم البيئيّة: مثل الرصاص الموجود في الطلاء والأنابيب في المباني القديمة.
  • الولادة المبكرة: من المُمكن أن تؤدي الولادة المبكرة للإصابة بفرط الحركة عند الأطفال.
  • ممارسات الأم الخاطئة خلال الحمل: وتشمل التدخين وتناول الكحول وتعاطي المخدرات.

هل تظهر أعراض فرط الحركة عند الرضع؟

يذكر موقع ميديكال نيوز توداي بأنه لا يمكن ملاحظة أعراض فرط الحركة عند الرضع؛ حيث إن السلوكيات التي تدل على فرط الحركة لا تظهر قبل سن الرابعة، كما أنه يجب مراقبتها على مدار 6 أشهر متتالية وفي أماكن مختلفة؛ مثل المنزل والروضة؛ إذ تشمل الحديث المتواصل، الركض والقفز بشكلٍ دائم وعدم التركيز وتشتت الانتباه، ولا يمكن ملاحظة هذه الأمور على الرضع.

أعراض فرط الحركة عند الأطفال

للبدء برحلة علاج فرط الحركة عند الأطفال فإنه لا بد بالبداية من تشخيص هذه الحالة، ويكون على الأهل الاتجاه إلى طبيب الأطفال وإجراء مجموعة من الفحوصات؛ للتحقّق من عدم وجود أيّ مشكلة صحيّة، ومن ثم يبدأ الطبيب بالسؤال عن أعراض فرط الحركة، وبناءً على الحوار مع الأهل والأطفال الذي يتضمّن الحديث عن الصحة والسلوك والنشاط فإنه يتم تشخيص الحالة، وتتضمّن هذه الأعراض بناءً على ما ذكره موقع كيدز هيلث ما يلي:

  • تجاوز النشاط أو الاندفاع عن الحدّ الطبيعي للأطفال.
  • استمرار هذه السلوكيات منذ أن كان الطفل صغيراً.
  • تأثير هذه السلوكيّات على حياة الطفل سواءً في المدرسة أو في المنزل.
  • عدم وجود أي مشاكل صحية أو عقلية يمكن أن تؤدي إلى مشاكل.
  • وجود مشاكل في التعلّم، أو سلوكيّات مُتعارضة، أو مشاكل في المزاج.

كيفية علاج فرط الحركة عند الأطفال

يعتمد علاج فرط الحركة عند الأطفال على مجموعة من الأساسيّات التي يُكمِل بعضها الآخر؛ حيث يذكر موقع وزارة الصحة السعودية بأن هذه الأساسيّات هي:

  • العلاج الدوائي: يُساعد في زيادة التركيز ودرجة الانتباه لفترةٍ أطول، كما أنه يعمل على التقليل من الحركة والاندفاع، وتنقسم الأدوية إلى نوعين؛ هما الأدوية المنشّطة التي تقوم بتنشيط الناقلات العصبية ممّا يزيد من القدرة على التركيز والتحكّم بالسلوك، كذلك الأدوية المُثبطة التي تقوّي المُستقبِلات الكيميائية في خلايا الدماغ وتزيد من فعالية الناقلات العصبية؛ ممّا يرفع من القدرة على التركيز.
  • العلاج السلوكي: يعتمد على تعديل سلوكيات الطفل من خلال مجموعة من الأساليب والاستراتيجيّات التي يقوم بها الأهل بالتعاون مع المُعالِج؛ ذلك لاستبدال السلوكيّات السلبية بالإيجابية وتدريب الطفل على اكتساب مهارات جديدة.

التعامل مع أعراض فرط الحركة عند الأطفال

تعد الخطوة الأولى في علاج فرط الحركة عند الأطفال هي معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معهم؛ حيث يعتمد التعامل مع أعراض فرط الحركة عند الأطفال وفقاً لموقع هيلث لاين على نوعين من المبادئ الأساسية، يعتمد الأول على تشجيع ومكافأة السلوك الجيّد وإزالة المكافآت، أما المبدأ الثاني فهو يعتمد على العقوبة عند اتباع السلوك السيء، ومن أهم أُسس التعامل مع مصابي فرط الحركة من الأطفال:

  • تحديد السلوكيّات المقبولة والمرفوضة: يجب تحديد هذه السلوكيّات مع الطفل لمساعدته على التفكير في عواقب التصرفات الخاطئة، وقد يواجه الطفل في البداية صعوبةً في استيعاب ذلك وتطبيقه؛ إلّا إنّ أسلوب المكافآت والتعزيز الإيجابي يساعد في فهم هذه القواعد بشكل أفضل.
  • السماح بقليل من المرونة: على الرغم من أهمية المكافأة والعقاب؛ إلّا إنّه يجب ألّا يكون الأهل شديدي الصرامة مع الطفل، ذلك لأن مصابي فرط الحركة لا يتكيّفون مع التغيير بشكلٍ سريعٍ مثل بقية الأطفال؛ لذا فإنه يحبّون السماح لهم بارتكاب بعض الأخطاء في مرحلة التعلّم، وقبول السلوكيات الغريبة في حال أنها غير مُضرّة للطفل أو غيره.
  • إنشاء روتين: يجب إنشاء روتين للطفل يلتزم به بشكلٍ يوميٍّ مع الأهل؛ حيث يتضمّن هذا الروتين الواجبات المنزلية وتناول الطعام ووقت اللعب والنوم، كما يمكن إضافة المهام اليوميّة البسيطة؛ مثل تحضير ملابس المدرسة وترتيب الغرفة إلى هذا الروتين.
  • تقسيم المهام إلى أجزاء لإدارتها: يمكن استخدام تقويم حائطٍ كبيرٍ؛ لتذكير الطفل بالمهام المُوكلة إليه بكل يوم، ويمكن ترميز كل نوع من أنواع هذه المهام بلون معيّن ليتمكّن من التمييز بينها.
  • التقليل من المُشتتات: يُقبِل الأطفال المُصابين بفرط الحركة على المُلهيْات والمُشتتات، التي تشمل التلفزيون والكمبيوتر وألعاب الفيديو. للقيام بتنظيم السلوك الاندفاعي لهم؛ فإنه يجب تقليل الوقت الذي يقضونه على الأجهزة الإلكترونيّة أيّاً كان نوعها، وزيادة الأنشطة التفاعليّة وخاصةً خارج المنزل.
  • ممارسة الرياضة: يساهم النشاط البدني بحرق الطاقة الزائدة بشكل صحي، كما يساعد الطفل على تركيز الانتباه بحركة معيّنة، ويُقلّل من خطر الاكتئاب والقلق، وتعد ألعاب القُوى من أكثر أنواع الرياضات التي تُساعد المُصاب بفرط الحركة على إيجاد طريقة لتفريغ طاقته والاستفادة منها.

شارك

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top