تعرف على كيفية التعامل مع الطفل الحساس

التعامل مع الطفل الخجول

يختلف الأطفال بطبائعهم وأنماط شخصياتهم، وهو ما يجعل الأهل في حيرة دائمة حول الطريقة الصحيحة التي يمكنهم من خلالها التعامل مع أطفالهم. ولعل الطفل الحساس هو من أصعب أنماط شخصيات الأطفال في التعامل، والكثير من الأهالي يتساءلون دوماً عن الطريقة الصحيحة التي يمكنهم من خلالها التعامل مع الطفل الحساس، ولعل أكثر الأسئلة التي تتردد من الأهل هي ما  أهم الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع الطفل الحساس.

من هو الطفل الحساس؟

الطفل الحساس هو الطفل الذي لديه حساسية عاطفية عالية، والذي يميل إلى استخدام العواطف بشكل أكثر شدة. وهذه الحساسية المرتفعة يمكن أن تكون سيف ذو حدين، والطفل الحساس يمكنه إقامة علاقات عميقة ومميزة، ولكنها قد تجعل الطفل أكثر عرضة للإجهاد والقلق والضيق العاطفي والحزن أو الانفعال والعصبية.

الطفل الحساس يتفاعل بشكل أقوى مع المحفزات العاطفية، مثل: التعاطف العميق مع شخص ما في حالة من الضيق، أو الشعور بالضغط العاطفي نتيجة للعواطف الشديدة في أنفسهم أو في الآخرين. يمكن أن تكون هذه الحساسية المرتفعة جزءاً من الطبيعة الخاصة بالشخص أو قد تكون مؤثرة بواسطة عوامل متنوعة: كالتنشئة والتربية وتجارب الحياة.

ومن المهم معرفة أن الحساسية العاطفية ليست إيجابية أو سلبية بحد ذاتها، ولكن من الضروري أن يتعلم الطفل الحساس بعض الاستراتيجيات للتعامل مع الشدة العاطفية التي يمكن أن تسبب له بعض اضطرابات القلق أو الحزن الشديد، وأن يتعلم كيف يتجاوزها.

كيف يمكن التعامل مع الطفل الحساس؟

التعامل مع الطفل الحساس يمكن أن يكون مهمة صعبة وحساسة، لأن الطفل الحساس يشعر بالعواطف وأكثر حدة من باقي الأطفال، ولذلك من المهم أن يفهم الآباء والأمهات احتياجاتهم الفريدة ويقدموا لهم الدعم الصحيح لمساعدتهم على التطور بشكل أفضل، والتعامل مع حساسيتهم بشكل سليم. وهذه مجموعة متنوعة من التقنيات والطرق للتعامل بفعالية مع الطفل الحساس:

التأكيد على أهمية مشاعرهم

التعامل مع الطفل الحساس
التعامل مع الطفل الحساس

الخطوة الأولى والأكثر أهمية في التعامل مع الطفل الحساس هي التأكيد على أهمية مشاعرهم، ومساعدتهم على تقبلها. ومن المهم أن نعلّم الطفل الحساس أن مشاعره حقيقية ومهمة، ويجب تجنب التقليل من مشاعرهم أو التنقيص منها، حيث يمكن أن يجعل ذلك الطفل الحساس يشعر بضيق أكثر أو بالوحدة.

إظهار التعاطف معهم

التعامل مع الطفل الحساس

من المهم أن يظهر الأهالي تعاطفهم مع الطفل الحساس، وأن يتيحوا له مجالاً واسعاً للتحدث عن مشاعره والتعبير عنها بالطريقة التي تجعله يشعر بالراحة، لا بد من دعمه ببعض الجمل، مثلاً: “أنا أفهم أنك تشعر بالضيق، وهذا أمر طبيعي” “تحدث أكثر عن إحساسك الآن” ” بماذا تشعر” “هل هذا الأمر يؤلمك”.

إنشاء بيئة آمنة وداعمة

التعامل مع الطفل الحساس
التعامل مع الطفل الحساس

الطفل الحساس يزدهر ويتميز في البيئات الآمنة والداعمة لمشاعره، فهو يتمتع بصفات تميزه عن باقي الأطفال فهو متفرد ومبدع وشغوف في الأشياء التي يهتم بها.لذا لا بد من التأكد من أنه يشعر بالراحة عند التعبير عن عواطفهم دون خوف من الحكم، فهو يحتاج للشعور بالحرية عند التحدث عن مشاعر أو مخاوفه.

تعليم الطفل الحساس مهارات الذكاء العاطفي

من المهم مساعدة الطفل الحساس على تطوير مهارات الذكاء العاطفي لديه، مثل: كيفية التعرف على مشاعره وإدراكها، ثم كيفية التعبير عنها ووصفها، وكيفية التعامل معها بفاعلية وأسلوب سليم.

ويمكن للأهل  استخدام الكتب المصورة، والقصص، أو الفن، أو الموسيقى لفتح هذه النقاشات مع الطفل الحساس وتعليمه هذه المهارات.

توفير حالة من الثبات والروتين

الطفل الحساس يشعر غالباً بالأمان والاستقرار عندما يكون لديه جدول زمني متوقع وثابت. ولذا على الأهل أن يقوموا بتحديد جداول يومية ثابتة للوجبات ووقت اللعب ووقت النوم، إذ يمكن أن يساهم هذا الروتين الطفل الحساس في تقليل القلق وتوفير الشعور بالاستقرار.

تشجيع مهارات حل المشكلات والتكيف

على الأهل تعليم الطفل الحساس مهارات حل المشكلات والتكيف، وحث الطفل الحساس على البحث عن حلول لمشاكل، ومساعدته في تحديد آليات تكيف إيجابية مثل التنفس العميق، والعد للعشرة، أو أخذ استراحة، وهذه المهارات يمكن أن تمنحه القدرة على التعامل بفعالية مع عواطفه.

تقليل التعرض للعوامل المسببة للإجهاد

على الأهل أن يقللوا تعرض الطفل الحساس للحالات التي يمكن أن ترهقهم، مثل الأصوات العالية أو البيئات الفوضوية، وذلك إلى جانب تقديم تجارب جديدة من الدعم للطفل. ومن المهم محاولة تجنيب الطفل الحساس للأخبار أو القصص الحزينة التي قد تؤثر عليه سلباً بسبب حساسيته.

تحديد توقعات واقعية

قد يكون لدى الطفل الحساس توقعات أعلى عن نفسه، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الانتقاد الذاتي الدائم والشعور بالقلق. ولتجاوز هذه المشكلة على الأهل أن يساعدوا الطفل بوضع أهداف واقعية وتشجيعه على جهوده بدلاً من التركيز على النتائج فقط، بهذا نساعد الطفل الحساس على بناء تقدير أكثر صحة لنفسه.

تشجيع الهوايات والاهتمامات

التعامل مع الطفل الحساس
التعامل مع الطفل الحساس

على الأهل تقديم الدعم للطفل الحساس ومساعدته في استكشاف هواياته واهتماماته، إذ يمكن أن تكون هذه الأنشطة مخرجاً إيجابياً لعواطفه وحساسيته تسمح له بتطوير الثقة بنفسه وشعوره الإيجابي بذاته. ومن المهم تخصيص وقت ثابت للطفل الحساس لممارسة الأنشطة التي يحبها وتسعده.

البحث عن مساعدة مختص إذا كان ذلك ضرورياً

في بعض الحالات، قد يحتاج الطفل الحساس إلى دعم احترافي، إذا أدت حساسيته إلى قلق شديد أو مشكلات سلوكية في هذه الحالة على الأهل التفكير جدياً في استشارة أخصائي نفسي للأطفال أو مستشار متخصص في رعاية الأطفال من الناحية العاطفية، يمكنه تقديم استراتيجيات محددة ومتابعة مستمرة وإرشاد مصمم لاحتياجات الطفل الحساس.

الاهتمام باحتياجات الطفل الحساس ورعايته

الطفل الحساس
الطفل الحساس

من الأمور الأساسية أن يقدم الأهل الرعاية التي يحتاجها الطفل الحساس بقدر كبير، وتلبية احتياجاته الجسدية والعاطفية والنفسية بأحسن صورة، ومن المهم تقديم جانب من الرفاهية الزائدة للطفل الحساس، وتقديم العاطفة له بشكل أكبر من غيره من الأطفال لصحة نفسية أفضل.

وختاماً، التعامل مع الطفل الحساس يتطلب الصبر والتفهم ، وتوفير بيئة آمنة لهم. وتعليم مهارات الذكاء العاطفي للطفل الحساس هي خطوة أساسية، لتشجيعه على التعبير عن الذات مع عواطفهم بطريقة صحية.

شارك

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top