...

دليلك الشامل في التعامل مع الطفل أثناء الحرب

التعامل مع الطفل أثناء الحرب

التعامل مع الطفل أثناء الحرب هو مهمة صعبة ومؤلمة تتطلب اهتماماً دقيقاً وفهماً عميقاً لاحتياجات الطفل العاطفية والنفسية والجسدية. فالحرب، بالتأكيد سوف يكون لها تأثيراً عميقاً على حياة الطفل وروتينه وصحته النفسية والجسدية.

في هذا المقال، سنتحدث عن كيفية التعامل مع الطفل أثناء الحرب، و سنوضح أهم احتياجات الطفل العاطفية والنفسية والجسدية، بالإضافة إلى دور الآباء والمربين والمجتمع في دعم الطفل أثناء الحرب.

كيف يمكن التعامل مع الطفل أثناء الحرب؟

لعل الأطفال أكثر الفئات عرضة للآثار السلبية التي تسببها الحروب بويلاتها، وفيما يلي سنذكر أهم النصائح والخطوات التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع الطفل أثناء الحرب:

1.فهم تأثير الحرب على الطفل

من الضروري عند التعامل مع الطفل أثناء الحرب أن نفهم التأثير العميق للحرب على الأطفال من الناحية الجسدية والنفسية والعاطفية. وغالباً ما يعيش الأطفال الخوف والقلق والصدمة بسبب الطبيعة غير المتوقعة والمحزنة عند حدوث الحرب. وقد يشاهدون العنف، ويفقدون منازلهم، وربما يفقدون أهلهم وأحبائهم، وهذه التجارب يمكن أن تؤدي إلى مشاكل عاطفية ونفسية متنوعة، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والاكتئاب والقلق والخوف.

2.تقديم الدعم العاطفي اللازم للطفل

التعامل مع الطفل أثناء الحرب
التعامل مع الطفل أثناء الحرب

أحد أهم جوانب التعامل مع الطفل خلال الحرب هو تقديم الدعم العاطفي اللازم له لمساعدته على تجاوز حالة الصدمة التي يمر بها في الحرب. ويجب على الآباء والمربين والمجتمعات خلق بيئة آمنة ومغذية للأطفال للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم، وكذلك التشجيع على التواصل والحديث معهم أمر في غاية الأهمية لمساعدة الأطفال في التعامل مع مشاعرهم وتجاوز مخاوفهم. مثلاً، إذا قال الطفل أنّه يشعر بالخوف، علينا تجنّب توجيهات مثل: :”لا تخاف، إنت زلمة، إنت كبيرة ما تخافي”. من المهم استبدال هذه الجمل بإعطاء شرعية للمشاعر وتقديم الدعم العاطفي، مثل: “وأنا شعرت بالخوف أيضاً، من الطبيعي أن نخاف، لكن أنا معك وبجانبك”  

3.محاولة الحفاظ على روتين الطفل

الحرب في كثير من الأحيان تعطّل الروتين اليومي للأطفال، وعادة ما يكون من الصعب الحفاظ على روتين الطفل أثناء الحرب كما كان معتاداً عليه سابقاً بل قد يكون من المستحيل المحافظة على روتين الطفل كله أثناء الحرب لا سيما في حالات النزوح. وفي هذا الظرف لا بد من محاولة الحفاظ على الروتين العام للطفل الذي يتضمن الالتزام بأوقات الوجبات المنتظمة والتغذية المناسبة والروتين الزمني للنوم وبعض أنشطة الترفيه إن أمكن. وذلك لأن هذا الروتين يمكن أن يوفر للأطفال إحساساً بالاستقرار والأمان في ظل الحرب.

4.محاولة ضمان السلامة الجسدية للطفل

حماية الأطفال من الأذى الجسدي هي أولوية قصوى وأمر في غاية الأهمية عند التعامل مع الطفل أثناء الحرب. ويشمل ذلك البحث عن مأوى آمن، وتوفير الغذاء الكافي والمياه النظيفة للطفل، وضمان سلامته الجسدية. ومن الضروري السعي لحمايته من تأثيرات الحرب المباشرة بقدر الإمكان.

5.توفير التعليم واللعب للطفل

التعامل مع الطفل أثناء الحرب
التعامل مع الطفل أثناء الحرب

من الأمور التي يجب الانتباه لها عند التعامل مع الطفل أثناء الحرب ضرورة توفير بيئة للتعليم وتشجيع الطفل على التعليم، وكذلك توفير وقت للعب والترفيه بحيث يمكن أن يكون مصدراً لراحة الطفل وتفريغ مشاعره السلبية أثناء الحرب.

وإذا لم يتمكن الطفل من الذهاب إلى المدرسة يجب بذل الجهود الإضافية لتوفير فرص تعليمية، حتى إذا كانت في بيئات غير تقليدية، مثل تعليم الأم لطفلها أو تجمّع أطفال العمارة الواحدة وتعليمهم. وكذلك يجب دمج التعليم باللعب؛ فاللعب أمر ضروري أيضاً لمساعدة الأطفال على معالجة مشاعرهم واحساسهم بالطفولة الطبيعية.

6.تقديم الدعم للطفل في حال التعرّض لصدمة

العديد من الأطفال الذين يعيشون تجربة الحرب قد يعانون من صدمة ما أو أكثر، ومن الضروري تقديم الرعاية المتخصصة والاستشارة لمساعدتهم في التعامل مع هذه التجارب. ويمكن للمحترفين المدربين أن يقدموا العلاج لهم أو أشكال الدعم الأخرى لمعالجة احتياجاتهم العاطفية.

7.مساعدة الأطفال على التعامل مع الظروف الجديدة في الحرب

التعامل مع الطفل أثناء الحرب
التعامل مع الطفل أثناء الحرب

من الضروري عند التعامل مع الطفل أثناء الحرب أن نتذكر أن الطفل بطبيعته مرن بشكل ملحوظ، ولديه القدرة الكبيرة على التعامل مع التغيرات الجديدة التي تطرأ معه. ولكنه بحاجة إلى الدعم للحفاظ على مرونته خلال الحرب، ولذلك علينا تقديم الدعم الضروري له لنساعده على التأقلم. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستماع لمشاعره ومخاوفه ومناقشته في ذلك، وتشجيع ثقته بنفسه، ومساعدته على التكيف مع المواقف الجديدة، وتزويده بالحب والعاطفة والأحضان بشكل دائم.

وأخيراً، التعامل مع الطفل أثناء الحرب مهمة ليست سهلة بالتأكيد فهو يتطلب فهم تأثير الحرب على الطفل، وتقديم الدعم العاطفي له، وضمان سلامته الجسدية والنفسية، وتقديم فرص تعليمية واللعب معه. إضافة إلى أن الأطفال يختلفون في أنماط شخصياتهم وردود أفعالهم، وهذا يتطلب من الأهل تجربة عدة طرق للوصول للطريقة الأفضل في التعامل مع الطفل أثناء الحرب.

ومن المهم تقديم الدعم اللازم للطفل في هذه الفترة، ومحاولة الحد من الآثار السلبية للحرب باتباع النصائح التي تم ذكرها، وتزويد الطفل بجرعة إضافية من الحب والحنان ليتمكن من تجاوز هذه الفترة بأمان. قدّموا جرعات الحب بطرق مختلفة منها اللّفظية والجسديّة، كتقبيل الطفل وعبطه مراراً وتكراراً، وترديد جمل مثل: أحبك كثيراً، أنت غالي على قلبي. 

شارك المقال:

Picture of إيناس خلف

إيناس خلف

شريكة مؤسسة ومرشدة أسرية
مستشارة نوم وفطام أطفال، ومرشدة مساجات للرضع.⁣ موجّهة مجموعات أهل
⁣حاصلة على بكالوريوس تربية ولغة انجليزية⁣. عملت في سلك التربية والتعليم لسنوات عديدة.
حاصلة على ماجستير في حل الخلافات، مع رسالة ماجستير في الضغط التربوي واستراتيجيّات التأقلم. ⁣
حاصلة على دبلوم في ارشاد الأهل، استشارة نوم وفطام الأطفال. وشهادة انهاء كورس كمرشدة مساجات أطفال⁣ من المنظمة العالمية لمساج الرضّع.
شهادة انهاء مسار 3 سنوات تخصص والدية وأسره من معهد الأخصائي النفسي ألفرد أدلر⁣.

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top