...

كيف يمكنك نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب؟ تعرف على ذلك

نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب

تعتبر مهمة نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب مهمة صعبة للغاية وحساسة كذلك، فهي تتطلب الفهم الدقيق لطبيعة الطفل وشخصيته، واختيار الطريقة المناسبة التي يمكن من خلالها نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب بأسلوب يناسب عمره ويساعده على التفهم والتقبل.

فالحرب تجربة مؤلمة ومحزنة بحد ذاتها على الطفل، ومرهقة له كذلك نفسياً وجسدياً، وفي مثل هذه الظروف، من الضروري أن نقترب من الوضع بعناية وتعاطف، لأن الطريقة التي نتواصل بها مع الأطفال بشأن الأخبار الصعبة يمكن أن يكون لها تأثير دائم على صحتهم العاطفية والنفسية.

كيف يمكن نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب؟

في كثير من الأحيان قد نحتاج إلى نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب ومن هذه الأخبار وفاة أحد الأقارب أو الأهل أو الأصدقاء، أو تهدّم البيت، أو ضرورة النزوح، أو تعرّضه لمشكلة صحية دائمة نتيجة الإصابة أو غير ذلك من الأخبار السيئة إلى جانب قسوة الحرب. وهنالك العديد من الأمور التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار عند نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب، وهي على النحو الآتي:

1.اختيار الوقت والمكان المناسب

من الضروري عند نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب أن نحاول اختيار وقت ومكان مناسب لنقل هذا الخبر. وفي الواقع، يجب أن يكون الطفل في بيئة آمنة وهادئة حيث يشعر الطفل بالراحة والأمان والاستقرار، ومن المهم أيضاً خلق جو يقلّل من التشتت ويتيح للطفل التركيز على المحادثة.

2.الصدق في نقل الخبر

نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب
نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب

عند نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب، الصدق أمر أساسي. الأطفال غالباً ما يكونون أكثر حدساً مما نتصور، وقد يكون لديهم بالفعل بعض الوعي بالظروف الصعبة من حولهم. ولذا من الأفضل استخدام لغة بسيطة ومناسبة لعمر الطفل، وتجنب استخدام الألفاظ المبهمة أو التفاصيل الزائدة عن الحاجة. ثم كن مباشراً وصادقاً معه في نقل الخبر، ولكن تأكد من أن الطفل يستطيع فهم المعلومات التي تخبره بها حسب عمره وإدراكه.

3.إظهار التعاطف مع الطفل أثناء نقل الخبر

نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب
نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب

التعاطف هو أمر أساسي عند نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب. ويتضمن ذلك التركيز في الاستماع له والرد على أسئلته واستفساراته، وتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وعواطفه مهما كانت، وأظهر تعاطفك معها. واسمح له بمعرفة أنه من الطبيعي أن يشعر بالخوف، أو الحزن، أو الألم، أو الغضب. ثم طمئّنه بأنك هنا لدعمه وحمايته بكل الطرق.

4.استخدام الوسائل البصرية لمساعدة الطفل على الفهم

استخدام وسائل بصرية، مثل الرسوم أو الصور، يمكن أن يكون مفيداً في شرح الأوضاع المعقدة للطفل. وهذه الوسائل البصرية يمكن أن الطفل يفهم المعلومات التي تقولها له بشكل أفضل.

مثلاً في حالات النزوح الطارئة يمكنك أن توضح لطفلك من خلال الصور معنى أماكن النزوح وصورة المكان الذي سيذهب إليه وبعض  التفاصيل التي قد تساعد الطفل على الفهم والشعور بالراحة و الأمان، ليتقبل الفكرة بشكل أفضل وبسرعة.

5.تقديم الدعم العاطفي اللازم للطفل

من الضروري جداً عند قبل نقل الأخبار السيئة للطفل أثناء الحرب تقديم جرعة كبيرة من العاطفة والحب للطفل عن طريق التلامس الجسدي وليس الكلام فحسب، مثل: العناق الدافئ أو مسك اليد أو تقبيل الطفل، أو المسح على رأسه. إذ يمكن أن يكون اللمس الجسدي وسيلة قوية لنقل الحب والدعم اللازم للطفل أثناء اللحظات المحزنة.

6.إخبار الطفل أن هذه المرحلة الصعبة ستمر

نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب
نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب

عند نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب، من المهم أن نقدم للطفل شعوراً بالأمل. وأن نجعل الطفل يطمئن بأن هناك أشخاصاً يعملون على تحسين الوضع وأنه حتى في الأوقات الصعبة، هناك لحظات من السعادة، وأن هذه الفترة ستمر وسوف يتجاوزها بوقت قصير.

ولا بد من تشجيع الطفل على التحدث عن أحلامه وطموحاته والأشياء التي يريد أن يعملها عند انتهاء الحرب، لتعزيز شعوره بالتفاؤل للمستقبل.

7.استشارة متخصص في الصحة النفسية

إذا كان ذلك ممكناً، يمكن استشارة محترف في الصحة النفسية أو مستشار يمكنه تقديم الدعم المتخصص لصحة الطفل العاطفية والنفسية. ومن الجدير بالذكر، أنه في المناطق التي تعاني من الحرب، غالباُ ما يتعرض الأطفال للصدمة وقد يحتاجون إلى دعم مستمر للتعامل مع تجاربهم وعواطفهم.

وأخيراً، يمكن القول إن نقل الأخبار السيئة للطفل في الحرب مهمة حساسة تتطلب الصدق والتعاطف والاهتمام الدقيق بالاحتياجات العاطفية والحالة النفسية للطفل. ومن الضروري خلق بيئة آمنة ومحتضنة، وأن تكون صادقاً في نقل الخبر وفي نفس الوقت مراعياً لعمر الطفل أثناء الحديث معه.

ومن خلال اتباع الخطوات السابقة، وإظهار التعاطف مع الطفل ومحاولة احتوائه يمكننا مساعدة الأطفال في التغلب على تحديات الحرب بمرونة أكبر وبوقت أسرع.

شارك المقال:

Picture of إيناس خلف

إيناس خلف

شريكة مؤسسة ومرشدة أسرية
مستشارة نوم وفطام أطفال، ومرشدة مساجات للرضع.⁣ موجّهة مجموعات أهل
⁣حاصلة على بكالوريوس تربية ولغة انجليزية⁣. عملت في سلك التربية والتعليم لسنوات عديدة.
حاصلة على ماجستير في حل الخلافات، مع رسالة ماجستير في الضغط التربوي واستراتيجيّات التأقلم. ⁣
حاصلة على دبلوم في ارشاد الأهل، استشارة نوم وفطام الأطفال. وشهادة انهاء كورس كمرشدة مساجات أطفال⁣ من المنظمة العالمية لمساج الرضّع.
شهادة انهاء مسار 3 سنوات تخصص والدية وأسره من معهد الأخصائي النفسي ألفرد أدلر⁣.

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top