...

تعرف على تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل

تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل

تعتبر الحروب من الأحداث الصعبة والقاسية التي قد يمر بها الناس، وخصوصاً على الأطفال. ومن البديهي، أن للحرب آثار سلبية كثيرة على من يعيشونها، وبالتحديد على الأطفال سواء على المدى القريب أو المدى البعيد كذلك. وفي هذا المقال سنتحدث عن تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل.

ومن الجدير بالذكر أن الأطفال الذين يعيشون في ظل الحروب والنزاعات في الكثير من الأحيان يعانون من تأثيرات صحية جسدية فورية وأخرى طويلة الأمد نتيجة لهذه الحروب. وتهدف هذه المقالة إلى استكشاف تأثير الحرب على  الصحة الجسدية للطفل لمحاولة فهم الضرر الذي قد يلحق بهذه الفئة والسعي للحد من ذلك إن أمكن. 

ما تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل؟

فيما يلي سنتحدث عن تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل، وهي على  النحو الآتي:

1.الإصابات المباشرة

تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل
تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل

واحدة من أكثر الطرق الفورية والواضحة في تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل هي من خلال الإصابات المباشرة التي تسببها أسلحة الحرب، مثل الرصاص وقطع الشظايا والمتفجرات. ويمكن أن يتعرض الأطفال للإصابة في القنابل والقصف وانفجارات الألغام، مما يؤدي إلى جروح تتراوح بين البسيطة والمهددة للحياة. وكذلك يمكن أن تؤدي هذه الإصابات إلى إعاقات بدنية دائمة، أو بتر الأعضاء، أو حروق وتشوهات، أو أمراض تنفسية نتيجة استنشاق الغازات السامة، وهو ما يتطلب حاجة للرعاية الطبية على المدى الطويل وعمليات التأهيل الجسدي والنفسي.

2. سوء التغذية

تعطل الحروب البنية التحتية التي تدعم حياة المجتمع اليومية، بما في ذلك الوصول إلى الطعام والمياه النظيفة. ويمكن أن يؤدي هذا التعطل إلى سوء التغذية في الأطفال، مما يترتب عليه تأثيرات صحية بدنية خطيرة. فالأطفال المصابون بسوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ويعانون من تأخر في النمو البدني والتنمية العقلية ويعانون من جهاز مناعي ضعيف. وكذلك يمكن أن يؤدي سوء التغذية المستمر إلى مشاكل صحية طويلة الأمد.

3.انتشار الأمراض والأوبئة

تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل
تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل

يمكن أن تؤثر الحرب على الصحة الجسدية للطفل من خلال تدهور أنظمة الرعاية الصحية أثناء الحرب مما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، والتي يمكن أن يكون لها تأثير خطير على الصحة البدنية للأطفال. 

وخصوصاً في حالات النزوح، يمكن أن تخلق المخيمات المزدحمة للاجئين ومرافق الصرف الصحي غير الملائمة ظروفاً مثالية لانتشار الأمراض مثل الكوليرا والعدوى التنفسية. ويمكن أن تؤدي هذه الأمراض إلى جفاف شديد، إضافة إلى سوء التغذية أثناء الحرب.

4.الإجهاد النفسي الذي قد يسبب أمراضاً جسدية

تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل
تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل

من تأثير الحرب على الطفل وعلى الرغم من أنه لا يظهر على الفور، إلا أن الإجهاد النفسي الذي يتعرض له الأطفال خلال الحروب يمكن أن يكون له تأثيرات بدنية كبيرة. وذلك من خلال التعرض المستمر للعنف، وفقدان الأحباء، والتشرد يمكن أن يؤدي ذلك إلى توتر مستمر، والذي يمكن أن يسهم في مشاكل صحية بدنية مثل ضعف الجهاز المناعي.

5.النزوح وعدم وجود المأوى المناسب

الحروب في كثير من الأحيان تجبر الأسر والأطفال على مغادرة منازلهم، مما يؤدي إلى التشرد وعدم وجود المأوى. والعيش في ظروف مزدحمة وغير صحية مثل المدارس أو مخيمات اللاجئين أو المأوى المؤقت يمكن أن يعرض الأطفال لظروف بيئية قاسية ويزيد مخاطر المشاكل الصحية البدنية، بما في ذلك العدوى التنفسية وأمراض الجلد والإسهال وارتفاع الحرارة وغير ذلك.

6.صعوبة الحصول على الرعاية الصحية الضرورية

من تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل في العديد من المناطق المتضررة من الحروب، تكون بسبب صعوبة الحصول على الرعاية الطبية الأساسية اللازمة للطفل، ونقص مستلزمات الرعاية الصحية. وهذا النقص في وصول الرعاية الصحية يمكن أن يؤدي إلى عدم علاج الإصابات في الوقت المناسب وعدم الحصول على الأدوية الضرورية للأمراض المزمنة والحالات المستعجلة.

7.الضرر البيئي

تؤدي الحروب في كثير من الأحيان إلى الضرر البيئي، مثل التلوث الناتج عن تدمير البنية التحتية واستخدام مواد كيميائية ضارة في الحرب، والتي لها تأثير على الصحة الجسدية للطفل ويمكن أن تعرّضه مشاكل تنفسية ومشاكل نمو وتأثيرات صحية طويلة الأمد.

كيف يمكن الحد من تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل؟

تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل
تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل

يمكن الحد من تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل من خلال الجهود المبذولة للتخفيف من هذه التأثيرات، والتي تشتمل على تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية والأساسية مثل: الغذاء بكميات كافية و أصناف غذائية متنوعة، المياه النظيفة للشرب، أماكن النزوح والإيواء الآمنة والمناسبة، المرافق الصحية النظيفة والتي تحتوي على المياه وأدوات التنظيف، وتوفير الرعاية الصحية والأدوية الضرورية. وكذلك الدعوة إلى حماية حقوق الأطفال خلال النزاعات وفي أوقات الحروب من خلال سن التشريعات والقوانين التي تحمي الطفل، والعمل على تطبيقها.

وأخيراً، التعامل مع الطفل أثناء الحرب ومحاولة حمايته من مخاطر الحرب مهمة شاقة تتطلب جهداً كبيراً لضمان سلامته الجسدية والنفسية، ومحاولة الحد من الضرر الجسدي أو النفسي الذي قد يلحق بالطفل. ومن المهم تقديم الدعم اللازم للطفل في هذه الفترة، لمحاولة الحد من تأثير الحرب على الصحة الجسدية للطفل. والتأكد من قدرته على تجاوز هذه الأحداث الصعبة دون أن تترك أثراً سلبياً على نموه وصحته الجسدية أو النفسية.

شارك المقال:

Picture of إيناس خلف

إيناس خلف

شريكة مؤسسة ومرشدة أسرية
مستشارة نوم وفطام أطفال، ومرشدة مساجات للرضع.⁣ موجّهة مجموعات أهل
⁣حاصلة على بكالوريوس تربية ولغة انجليزية⁣. عملت في سلك التربية والتعليم لسنوات عديدة.
حاصلة على ماجستير في حل الخلافات، مع رسالة ماجستير في الضغط التربوي واستراتيجيّات التأقلم. ⁣
حاصلة على دبلوم في ارشاد الأهل، استشارة نوم وفطام الأطفال. وشهادة انهاء كورس كمرشدة مساجات أطفال⁣ من المنظمة العالمية لمساج الرضّع.
شهادة انهاء مسار 3 سنوات تخصص والدية وأسره من معهد الأخصائي النفسي ألفرد أدلر⁣.

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top