...

كل ما يهمك معرفته حول التربية الجنسانية للأطفال

التطور الجنسي والجندري للطفل

في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم اليوم بات لزاماً على الأمهات مواكبة الكثير من المصطلحات الجديدة التي تسللت إلى مجتمعاتنا، وأثرت عليها وأصبحت جزءاً منها لا سيما إذا دخلت هذه المصطلحات إلى مناهج أبنائنا ووسائل الإعلام فلا بد على الأمهات التعرف أكثر على هذه الأفكار من مصدر موثوق يوصل المعلومة الصحيحة بما يتلاءم مع عاداتنا وديننا وأفكار مجتمعاتنا.

لعل من الأفكار الجديدة التي أصبحنا نسمع عنها كثيراً في الآونة الأخيرة “الجندرية” أو “الجنسانية”، فما هي التربية الجنسانية؟ وما المقصود بالتربية الجنسانية؟ ولماذا ازداد الحديث عنها بكثرة في الآونة الأخيرة؟ وما أهميتها؟ وكيف نؤسس للتربية الجنسانية بأسس سليمة ومناسبة لثقافتنا ومجتمعنا؟

كل ما يهمك كأم تبحث عن الأسس الصحيحة والمناسبة للتعرف على كل ما يخص التربية الجنسانية يقدم إليك من خلال “ورشة ماما من وين جيت” حول التربية الجنسانية والتي تقدمها “ملك عثمان”، وهي مرشدة تربوية جنسانية، لها خبرة طويلة بالعمل مع الأمهات والآباء وتوجيههم في مجال التربية، وكذلك تحمل خبرة طويلة مع الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة وهي أم لثلاثة أطفال.

تعرض ورشة “ماما من وين جيت” كل ما تحتاجين معرفته حول التربية الجنسانية للأطفال، وأهمية التربية الجنسانية للأطفال وكيف نبدأها بشكل سليم.

 ما هي التربية الجنسانية ؟

الجنسانية بداية هي مصطلح يجمع بين الجنس أي: النوع، وبين الجندرية: أي الدور أو التوجه الجنسي، وهي مزيج من عوامل بيولوجية، وسيكولوجية، واجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وثقافية،وأخلاقية، قانونية، و دينية.

والتربية الجنسانية هي عملية توجيه وتعليم الأفراد حول المسائل المتعلقة بالجنس والعلاقات الجنسية، وتهدف هذه التربية إلى تزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة لفهم جسدهم وجسد الآخرين، وكذلك لفهم العلاقات الجنسية، والمسائل المتعلقة بالتناسل، والوقاية من الأمراض، وتعزيز السلوك الجنسي الصحي للفرد.

تهدف التربية الجنسانية إلى تعزيز الوعي والمسؤولية فيما يتعلق بالجنس والعلاقات الجنسية، وذلك بهدف تحقيق علاقات صحية وآمنة ومسؤولة.

 ما أهمية التربية الجنسانية للأطفال؟

للتربية الجنسانية للأطفال العديد من الأهميات، منها:

1.تحقيق الفهم الصحي للجسد

تساعد التربية الجنسانية الأطفال على فهم أجزاء جسمهم ووظائفها بشكل صحيح، مما يعزز من الوعي بصحتهم وسلامتهم.

2.تعزيز الوقاية

تعلم الأطفال حول الوقاية من الأمراض المنتقلة جنسياً والسلوكيات الآمنة التي يمكن أن يقلل من انتشار الأمراض ويحميهم عندما يكبرون.

3.تعزيز العلاقات الصحية

تساعد التربية الجنسانية في تعليم الأطفال كيفية بناء علاقات صحية وسليمة مع الآخرين.

4.تحميهم من التحرش والاعتداء الجنسي

تمكن الأطفال من التعرف على سلوكيات الاعتداء الجنسي والتبليغ عنها، مما يساعد في حمايتهم.

5.تعزيز القيم والأخلاق

تساهم التربية الجنسية في تنمية القيم والأخلاق الجنسية الصحيحة، مثل احترام قيمة الجسد وخصوصيته، واحترام حدود الآخرين. 

6.تعزيز الثقة بالنفس

تمكن الأطفال من التعبير عن أنفسهم وفهم احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل، مما يسهم في بناء ثقتهم بأنفسهم، وعدم الخجل من التغيرات التي يمرون بها خصوصاً في فترة المراهقة.

على ماذا تشتمل التربية الجنسانية للأطفال؟

التربية الجنسية للأطفال تشمل مجموعة متنوعة من المواضيع والمفاهيم التي تساعد الأطفال على فهم جسمهم وعواطفهم وعلاقاتهم. وإليك بعض محاور التربية الجنسية للأطفال:

الجنسانية
الجنسانية
  1.   فهم الجسد: تعريف الأطفال بأجزاء جسمه ووظائفها، وكيفية العناية بجسدهم.
  2.   التنمية الجنسية: شرح التغيرات التي تحدث في الجسم خلال مراحل النمو والبلوغ للطفل.
  3. العلاقات بين النساء والرجال: تعليم الأطفال عن الاحترام المتبادل والمساواة بين الجنسين.
  4.   التوعية بالأمراض المنتقلة جنسياً: مثل الإيدز والأمراض الأخرى، وكيفية الوقاية منها مستقبلاً.
  5. السلوك الجنسي الآمن والمسؤول: تعليم الأطفال عن أهمية السلوك الجنسي الآمن والمسؤول واستخدام وسائل الوقاية.
  6.   التوعية بالاعتداء الجنسي: تعريف الأطفال بأنواع الاعتداء الجنسي وكيفية البحث عن المساعدة في حالة الضرر.

ولا بد من الإشارة أن محتويات التربية الجنسية تتغير بناءً على العمر والثقافة والمجتمع، وهي تهدف دائماً إلى تزويد الأطفال بالمعرفة اللازمة والأدوات الضرورية التي تساعدهم في فهم ذاتهم وحماية أنفسهم والإجابة عن الأسئلة التي تدور في أذهانهم في المراحل العمرية المختلفة.

متى تبدأ التربية الجنسانية للأطفال؟

بدأ التربية الجنسانية يعتمد على الثقافة والمجتمع ورؤية الوالدين بشكل عام. ومع ذلك، يُفضل أن تكون هناك مناقشات حول الأمور الجنسية والجسدية منذ سن مبكرة للطفل، ويمكن أن تبدأ هذه المحادثات بأسلوب بسيط ومناسب للعمر، وتتطور مع تقدم الطفل في السن.

في سن مبكرة، يمكن أن تكون هذه المحادثات حول الأساسيات مثل: التعريف بأجزاء الجسم ووظائفها، والفرق بين الذكر والأنثى. ثم، مع تقدم العمر، يمكن توسيع المحادثات لتشمل مواضيع مثل: التغيرات في الجسم أثناء البلوغ والحدود بين الجنسين والعلاقات الجنسية.

وتذكري عزيزتي الأم أن الهدف هو تقديم المعلومات بشكل مناسب وصادق لمساعدة الأطفال على فهم الأمور الجنسية بشكل صحيح وآمن ومرن، وتشجيع الأسئلة والحوار بين الوالدين والأطفال لدعم تطور وعيهم وثقتهم بأنفسهم.

كيف أهيئ طفلي للدخول إلى المدرسة في سياق التربية الجنسانية؟

لإعداد طفلك لدخول المدرسة ومساعدته في التكيف مع البيئة المحيطة به، يمكنك اتباع هذه الخطوات:

الجنسانية
الجنسانية

1.بناء الصداقة والثقة

بناء علاقة مفتوحة ومليئة بالثقة مع طفلك، واجعليه يعرف أنه يمكنه أن يتحدث معك بحرية حول أي موضوع يريده.

2.الاستماع والتفهم

استمعي إلى أسئلة واهتمامات طفلك وحاولي أن تفهمي مدى معرفته بالأمور الجنسية والأسس الحالية التي يمتلكها والأسئلة التي تدور في ذهنه حول هذه الموضوعات.

3.تقديم المعلومات بشكل مناسب وصحيح

قدمي المعلومات بشكل ملائم لعمره واستوعبي مستواه الفهم، واستخدمي كلمات ومصطلحات مناسبة لسنه.

4.الرد على الأسئلة بصدق

عندما يسأل طفلك، حاولي الإجابة بصدق وبوضوح عن أسئلته، وبالقدر الذي يسأل عنه دون زيادة أو نقصان.

5.تشجيع الفضول

قدمي لطفلك الفرصة لطرح الأسئلة والمناقشة حول الأمور الجنسية بشكل منتظم.

6.الاحترام والمسؤولية

علميه قيم الاحترام المتبادل والمسؤولية فيما يتعلق بالجسم والعلاقات الشخصية.

7.استخدام المصادر الموثوقة

تحدثي عن تربية الجنسية باستخدام مصادر موثوقة وملائمة للأطفال، مثل: الكتب والمواد التعليمية.

8.الدعم والتوجيه

إذا كنت غير متأكدة من كيفية التعامل مع موضوع معين، يمكنك البحث عن مساعدة من محترفي التربية الجنسية أو مستشارين في هذا المجال.

وتذكري أن الهدف هو تقديم تربية جنسية تتوافق مع عمر واحتياجات طفلك وتشجيعه على التفكير بشكل صحي وفهم الأمور بطريقة إيجابية ومعتدلة.

كيف تكون نفسية طفلي عند دخول المدرسة وكيف أساعده؟

عند دخول طفلك للمدرسة، يمكن أن تكون لديه مشاعر متنوعة من الإثارة والقلق. ولمساعدته، يمكنك القيام بالأمور التالية:

1.التحضير المسبق

حاولي التحدث معه عن المدرسة وما يمكن أن يتوقعه هناك، وقدمي له فكرة عامة عن ماذا سيحدث في المدرسة.

2.زيارة المدرسة

إذا كان ممكناً، قومي بزيارة المدرسة معه قبل بدء العام الدراسي ليتعرف أكثر على المكان.

3.تعزيز الاستقلالية

شجعي طفلك على القيام بأشياء بمفرده، مثل تناول وجبة الإفطار أو ارتداء ملابسه.

4.تقديم الدعم

قدمي لطفلك الدعم الدائم والتشجيع عندما يواجه صعوبات، واسمعي لمشاكله وقدمي له الدعم والحلول إذا اقتضت الحاجة.

5.الجدول الثابت

قومي بإنشاء جدول زمني ثابت ليساعد طفلك على التكيف مع الروتين اليومي.

6.تعزيز الثقة

قدمي له التشجيعات والهدايا في بعض الأحيان وعززي ثقته بنفسه.

7.التفهم والصداقة

كوني له الحضن الدافئ الصديق، واستمعي إلى مخاوفه وأفكاره.

8.الاحتفال بالإنجازات

احتفلي مع طفلك بأي إنجازات صغيرة يحققها في المدرسة.

ويجب أن تكوني حسن التفهم والدعم العاطفي لطفلك لمساعدته على التكيف بنجاح مع البيئة المدرسية الجديدة.

محاور ورشة “ماما من وين جيت”:

من خلال ورشة “ماما من وين جيت” ستتحدّث الأخصائية ملك عثمان بالتفصيل حول التربية الجنسانية للطفل، وأهميتها لطفلك وكيف يمكنك البدء بها بشكل سليم وبأسس علمية مدروسة، وفي الحديث عن  المحاور التي تضمنها هذه الورشة فهي:

الجنسانية
الجنسانية
  • مقدّمة وتعريف
  • ماذا يعني الجنسانيّة؟
  • لماذا من المهم أن نربي تربية جنسانيّة؟
  • إحصائيات ونسب
  • من أين نحصل على معلوماتنا؟
  • التطوّر الجنسي والجندري لسلوكيات الأطفال
  • طفلي بعمر السنة- التربية الجنسانية
  • التطور الجنسي والجندري من سنتين إلى 3 سنوات
  •  التطور الجنسي والجندري من 7- 9 سنوات
  • التربية الجندرية
  •  تأثير التربية الجندريّة
  • اللّعب بالأعضاء ألعاب الأطفال (لعبة الطبيب، لعبة بيت بيوت)
  •  ظواهر سلوكيّة مقلقة وتحتاج الفحص
  •  كيف نسمّي الأعضاء الجنسيّة؟
  •  كيف أجيب عن اسئلة طفلي؟
  • أهم النقاط عندما أجيب طفلي

أخيراً، تذكري أن التربية الجنسانية تلعب دوراً مهماً في تزويد الأطفال بالمعرفة والمهارات الضرورية لتطوير علاقات جنسية صحية وآمنة لهم عندما يكبرون، وحمايتهم خلال نموهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها، وكذلك بناء صورة سليمة عن أنفسهم وأجسامهم.

شارك المقال:

Picture of إيناس خلف

إيناس خلف

شريكة مؤسسة ومرشدة أسرية
مستشارة نوم وفطام أطفال، ومرشدة مساجات للرضع.⁣ موجّهة مجموعات أهل
⁣حاصلة على بكالوريوس تربية ولغة انجليزية⁣. عملت في سلك التربية والتعليم لسنوات عديدة.
حاصلة على ماجستير في حل الخلافات، مع رسالة ماجستير في الضغط التربوي واستراتيجيّات التأقلم. ⁣
حاصلة على دبلوم في ارشاد الأهل، استشارة نوم وفطام الأطفال. وشهادة انهاء كورس كمرشدة مساجات أطفال⁣ من المنظمة العالمية لمساج الرضّع.
شهادة انهاء مسار 3 سنوات تخصص والدية وأسره من معهد الأخصائي النفسي ألفرد أدلر⁣.

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top