مراحل النمو العاطفي عند الطفل

النمو العاطفي عند الطفل

النمو العاطفي عند الطفل

يُعرّف موقع verywellfamily النمو العاطفي عند الطفل بأنه عبارة عن مجموعة من المهارات التي يتعلّمها الطفل مع اختلاف المراحل العمرية، وهي تتمثّل في القدرة على التعبير عن المشاعر، وإدارتها بالشكل الذي يحترم الآخرين، وتقع على الوالدين مسؤولية مساعدة الطفل في ذلك إلى حين الوصول به إلى مرحلة الذكاء العاطفي.

كيف يمكن معرفة إن كان النمو العاطفي للطفل طبيعيًّا؟

يمتلك الطفل شخصيةً خاصةً به منذ الولادة؛ فعلى سبيل المثال قد يكون هادئًا أو يحتاج إلى بعض المساعدة للاسترخاء، ويجب على الأم تقبُّل الطفل كما هو، كما يكون عليها قضاء وقتٍ كافٍ لفهمه وتعلّم كيفية التعامل معه. يذكر موقع babycenter أن على الأم مساعدة الطفل في تنظيم عواطفه، إلى أن يبدأ بتهدئة نفسه من خلال مص الإصبع أو إغلاق العينين عند الشعور بالضيق، ومع نمو الطفل الرضيع ووصوله إلى الشهر السادس؛ فإنه يصبح قادرًا على التعبير عن الغضب والسعادة والضيق، وتدل هذه جميعها على نمو الطفل عاطفيًّا بشكل طبيعي.

فوائد الذكاء العاطفي على المدى الطويل

يعمل النمو العاطفي عند الطفل بشكل طبيعي على تنمية الذكاء العاطفي لديه، الذي يكسبه العديد من الفوائد التي تستمر معه على مدار الحياة. بشكل عام يمكن القول بأن هذه الفوائد منطقية؛ حيث يذكر موقع verywellfamily أن الطفل الذي يمكنه تهدئة نفسه عند الغضب من المتوقع أن يكون أداؤه في الحياة أفضل عند التعرض للظروف الصعبة، كما أن الطفل الذي يمكنه التعبير عن مشاعره بطرق صحية من المتوقع أيضًا أن يحافظ على علاقات صحية أكثر من الطفل الذي يتصرف بطرق خاطئة عند الغضب؛ إلّا إنّه يجب التنويه إلى أن كافة الأطفال يمكنهم تعلّم واكتساب مهارات الذكاء العاطفي بمساعدة الكبار؛ حيث يكتسبون منه الفوائد التالية:

  • زيادة من نسبة الذكاء: يعمل الأطفال من أصحاب المستويات الأعلى من الذكاء العاطفي في الاختبارات الموحّدة بشكل أفضل، وبالتالي فإنهم يحصلون على درجات أكثر.
  • الحصول على علاقات أفضل: يساعد النمو العاطفي للطفل بشكل طبيعي ومميّز على إكسابه المهارات التي تساعده في إدارة الخلافات، التي تحصل مع الأطفال وتكوين الصداقات بشكل أفضل، وبالتالي فإنه مع العمر يتمتع بالحصول على علاقات شخصية ومهنية أفضل.
  • تحسين الصحة العقلية: يساعد الذكاء العاطفي الأطفال على المدى الطويل في الحدّ من تعرضهم للإصابة بالاكتئاب والأمراض العقلية المختلفة.

مراحل النمو العاطفي عند الطفل

يمرُّ الطفل خلال نموه بعدة مراحل تساعد في تطوّر الذكاء العاطفي لديه؛ حيث إنه يتطوّر ما بين شهر لآخر، ومن أهم مراحل النمو العاطفي عند الطفل:

من الولادة – 3 أشهر

وفقًا لموقع healthychildren فإن الطفل في هذه الفترة يمرُّ بالعديد من التغييرات التي تطرأ على نموه العاطفي؛ حيث تبدأ ابتسامته بالظهور، كما يستمتع باللعب مع الآخرين ومن الممكن أن يبكي عند توقف اللعب، ويبدأ بالتواصل مع الغير ويمكن ملاحظة العديد من التعبيرات التي تظهر على وجهه وحركات جسمه، بالإضافة إلى ذلك فإن الطفل يفضّل أشخاصًا على غيرهم في هذا العمر، وهم الوالدين والعائلة بشكل عام، بالإضافة إلى الأقارب المألوفين له، أما الأغراب فإنه يحدّق بهم أو يبتسم لهم ابتسامةً عابرة.

من 8 – 12 شهرًا

يشهد النمو العاطفي عند الطفل في هذه الفترة العديد من التغييرات؛ حيث يذكر موقع healthychildren أنه يبدو كأنه طفلين منفصلين؛ الأول منفتح وعاطفي مع الأم والعائلة، والثاني قلق وخائف تجاه الأشخاص والأماكن الجديدة وغير المألوفة. يحدث هذا التباين في مشاعر الطفل نتيجة قدرته على التمييز بين المواقف المألوفة وغير المألوفة، وبالتالي فإن هذا القلق يعد من الأمور الصحيّة التي تدل على نموّه عاطفيًّا بصورة جيّدة.

يزداد قلق الطفل عندما تبتعد الأم عنه، ويستمر ذلك في هذه الفترة إلى أن ينتهي تمامًا مع تجاوزه النصف الأول من العام الثاني، ويزداد هذا القلق أيضًا من ابتعاد الأم عنه في حالة كان متعبًا أو مريضًا أو جائعًا؛ لذا فإنه من الأفضل ألا تترك الأم طفلها إلا بعد القيلولة وتناول الطعام، ومحاولة تجنب ذلك في حال كان مريضًا، كما يجب عليها ألّا تثير الضجة عند مغادرتها للمكان الذي يتواجد به الطفل، ويكون على الشخص الذي يرعاه إشغاله باللعب أو النظر في المرآة إلى حين خروج الأم، وقد يبكي الطفل لدقائق حين يلاحظ غياب أمه ثم ينشغل مع الشخص المتواجد معه.

خلال العام الثاني 

تتمثل علامات النمو العاطفي عند الطفل في هذه المرحلة في التقلبات المزاجية التي تطرأ عليه؛ حيث من الممكن أن يكون سعيدًا في يوم وحزينًا في اليوم التالي دون أي سبب، ويدل ذلك على التغيرات العاطفية التي تحدث عندما يبدأ الطفل بمحاولة السيطرة على تصرفاته ومشاعره وجسمه؛ حيث إن الطفل في هذا العمر يرغب باكتشاف كل ما يُحيط به، ويقضي الوقت في اكتشاف حدود تصرفاته، وعندما يتخطى هذه الحدود ويتدخل الأهل لحمايته فإنه يتفاعل مع ذلك بالغضب والإحباط، ومن الممكن أن يقوم بتصرفات عنيفة كالضرب والعض، ويعود سبب ذلك لأنه لا يمتلك القدرة اللازمة على التحكم في عواطفه، وبالتالي فإن هذه التصرفات هي الطريقة الوحيدة التي تساعده في التعامل مع مصاعب الحياة التي يواجهها، وذلك وفقًا لما ذكره موقع healthychildren.

خلال العام الثالث

يذكر موقع babycenter أنه خلال هذه المرحلة يبدأ الطفل بالاهتمام باللعب مع الأطفال وتقليد تصرفاتهم، كما أنه يحاول كسب عاطفة أخيه من خلال تقديم ألعابه التي يحبها له، كما أنه يحاول تسلية عائلته من خلال حركات جسمه ووجهه، ويتركّز النمو العاطفي عند الطفل في هذه المرحلة في اكتسابه العديد من المفردات التي يمكنه من خلالها التعبير عن مشاعره؛ إلّا إنّ ذلك يحتاج إلى مساعدة من الأهل، وذلك من خلال الحديث معه باستخدام هذه الكلمات؛ حيث يجب على الأهل مساعدة الطفل لتنمية الذكاء العاطفي لديه.

علامات وجود مشاكل في النمو العاطفي للطفل

بشكل عام يعد معظم الأطفال عاطفيين بشكل كبير في بعض المواقف، ويعد ذلك جزءًا أساسيًّا من النمو العاطفي لديهم؛ إلّا إنّه في حالة إظهار ردود أفعال شديد العاطفية في المواقف المريحة؛ مثل مقابلة الأقارب المألوفين، فإن ذلك يدل على وجود مشكلة في النمو العاطفي، وبناءً على موقع babycenter فإنه يمكن معرفة ذلك من خلال بعض التصرفات؛ منها:

  • القلق طوال الوقت، ويظهر ذلك في عصبيّة الطفل وتوتره؛ ممّا يؤدي إلى نومه في وقت غير معتاد أو مشاكل في الرضاعة.
  • إظهار الخوف من المواقف الجديدة والتردد عند تجربة أي شيء غير معتاد عليه.
  • سرعة الغضب وانزعاجه بشكل أكثر من الطبيعي.
  • سرعة البكاء في العديد من المواقف المختلفة.
  • ظهور بعض الأعراض الجسدية بالتزامن مع تصرفات الطفل الغريبة، وتتمثّل في الشكوى المتكررة من آلام البطن، أو الشعور بالألم، أو الصداع.

طرق مساعدة الطفل للنمو العاطفي

يوجد العديد من الطرق التي ذكرها موقع babycenter التي يمكن من خلالها مساعدة الطفل في التغلب على المشاكل العاطفية وتعليمه كيفية فهم عواطفه وإدارتها، ومن بينها:

  • التحدّث مع الطفل عن المشاعر منذ ظهورها، ومحاولة تخمين أسباب إحساسه بهذا الشعور.
  • استخدام تعابير الوجه بوضوح عند الحديث مع الطفل واللعب معه؛ ذلك كيّ يتمكّن من التعرّف على المشاعر والتعبير عنها.
  • التعرّف على العلامات التي تدل على غضب الطفل؛ مثل احمرار الوجه ورجفة في الجسم، وحينها يجب تهدئته بالعناق، أو إلهائه بأمور مسليّة بالنسبة له.

شارك

ربما يعجبك أيضا

أسئلة شائعة

– نستقبل دفوعاتكم عن طريق بطاقة الاعتماد

– نحرص على أن نكون على تواصل مع مشتركات ماما نت، لذلك بعض الورشات مسجلة والبعض الآخر يشمل لقاءات تفاعلية مباشرة

Scroll to Top